للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأبقار والأغنام، وكان دوباج نادى فيهم بأن يتركوا أموالهم وأولادهم ويحفلوا بأنفسهم فقط، فلما عاين قطلوشاه ذلك قال لأصحابه: والله لقد رابنى أمر العجم، وأخاف من ردهم علينا. فقالت له الأمراء: وكيف يكون ذلك؟ فقال: لأنهم ما حصنوا أموالهم ولا أولادهم، وأخاف أن تكون ذلك مكيدة كانوا قد دبروها حتى نشتغل وتنصرف عسكرنا، ثم يرجعون إلينا. فضحك دمندار وقال: أطال الله عمر النوين، ومن أين للأعجام هذا الفهم؟ وهم مثل البقر السارحة، غير أنهم أرادوا النجاة لأرواحهم وتركوا أموالهم وأولادهم، فعند ذلك تفرقت المغل فى البلاد والشعاب والأودية والتلال فى طلب الكسب، فحاشوا أموالا لا تعد ولا تحد، ولم يبق عند قطلوشاه إلاّ اليسير من المغل، والباقى تفرقوا فى طلب الكسب.

وكان جوان شير لما انكسر أرسل إلى أمير حاج بن ناجى أمير اللكزية:

لا يهولنكم ما جرى علينا، فنحن هربنا من بين أيديهم مكرا منا وحيلة دبرناها لعل الله أن يجعل فيها دمارهم، فاحفظوا أنتم الدربند، وانظروا منا العجب، ولما سمع أمير حاج هذه الرسالة قال للرسول: والله لولا وصولك إلينا فى هذه الساعة لعولت على المسير إلى بلادى.

وأما جوان شير ودوباج وزكايون فإنهم قد جمعوا العجم، فكان فرسانهم ألفين وخمسمائة، ومشاتهم ثلاثين ألف راجل، وقد بايعوا الله تعالى وتحالفوا بالله الذى لا إله إلا هو أنهم لا يولون من بين أيدى المغل ولو يبقى واحد منهم.

ثم أن جوان شير أرسل كشّافة يكشفون الخبر فقال لهم: إذا رأيتم قطلوشاه قد وصل إلى مرج الجاموس تعالوا اعلمونى بذلك. فسارت الكشافة، وإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>