للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيئا، ووقع بينهما واقع، فكاتب ابن زيد صاحب مالقه وهو ابن عم الأحمر يستدعيه ليسلم له قلعة سبتة، فعزم على التوجه إليه وخشى من ظهور أمره واتصال خبره بالعسفى فيحتاط لنفسه، فلا يبلغ منه مراما، فأعمل الحيلة، وورّى بقصد طنجة، وكتب إلى العسفى بسببه يقول له: إن أهل طنجة قد كاتبونى وقرروا الأمر معى أن يسلموها إلى على أن أوجه إليهم بأربعين ألف دينار وأسير إليهم (١) وأتسلمها، وقصدت أن تكون لى مساعدا بأمرين: -

أحدهما: أن تسعفنى ببعض المال.

والثانى: أن أجعل عبورى على سبتة وتسير جفانى - يعنى المراكب - من تحتها ليخفى على من بطنجة أمرنا، فنأتيهم بغتة فنظفر بالبغية.

فمشت هذه الخدعة على صاحب سبتة، وظن المكيدة حقا، وسار أبو سعيد على الأثر بجفانه وأنصاره وأعوانه إلى نحو سبتة، فلما رأى النواظير والأحراس مراكبه مقبلة أخبروا صاحب سبتة. فقال: لا بأس عليكم منه، فإن له مقصدا هو قاصده، [٤٦٥] فلما جنّ الليل طرق البلد على غفلة، وتسلم القلعة من مستحفظها من أول وهلة [واحتلها (٢)]، وانبسط فى البلد، هو ومن معه، فأخذها، وأسر أولاد العسفى، وساقهم إلى غرناطة فى الأسر، واستولى على سبتة بكيده، وبقيت فى يده وأيده (٣).


(١) «نحوهم» فى زبدة الفكرة.
(٢) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٣) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤٧ أ - ٢٤٨ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>