للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما ابن صصرى فإنه أكرم وجدّد له توقيع بالقضاء، وخلع عليه، وجاء بعده كتاب إلى دمشق فيه الحط على ابن تيمية ومخالفته فى العقيدة، وأن ينادى بذلك فى البلاد الشامية، وألزم أهل مذهبه مخالفته، وكذلك وقع بمصر بجاه الجاشنكير والشيخ نصر [المنبجى (١)]، وساعدهم طائفة كثيرة من الفقهاء، وجرت فتن منتشرة، وحصل للحنابلة بمصر إهانة كثيرة جدا، وكان قاضيهم كثير العقل، كثير العلم، وهو شرف الدين الحرانى، ولولاه (٢) نال أصحابه أذى كثير، فلطف الله بهم إذ كان هو قاضيهم (٣).

وقال بيبرس فى تاريخه: استدعى الشيخ تقى الدين احمد بن تيمية الحنبلى من دمشق لأمور نقلت عنه، وعقد له مجلس بحضور الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير والأمير سيف الدين سلار والقضاة وغيرهم، واقتضى الحال اعتقاله مدة، ثم خلّى سبيله أياما، ثم ردّ إلى السجن (٤).

ومنها: أن أبا سعيد ابن عم محمد بن الأحمر - صاحب مالقه - أخذ مدينة سبتة بالأندلس، وكانت فى يد شخص من أهل الأندلس يسمى العسفى، كان أولا ينوب فيها عن الموحدين، فخلع طاعتهم لما وهت مملكتهم واستبدّ بها وانتمى إلى المرينى إذ كان أشدّ شوكة وأكثر جماعة، وجعل له جعالة يحملها إليه كل سنة، فاتفق بينه وبين شخص يسمى ابن زيد مستحفظ القلعة [التى بسبتة (٥)]


(١) [] إضافة للتوضيح من البداية والنهاية.
(٢) «ولولا هو» - فى الأصل.
(٣) هذا الخبر ملخصا عما ورد فى البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ٣٨.
(٤) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤٧ أ.
(٥) [] إضافة من زبدة الفكرة حيث نقل العينى هذا الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>