للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخدم وفى يده سكين فضربه فى جوفه وابتدر الخروج عنه، وأغلق الباب عليه، فصاحت البوابّة فدخل أصحابه عليه فأدركوه وبه بعض الرمق.

وكان ابنه أبو سالم عنده فقال له: إنى ميت فانظر فى أمرك (١).

وقضى أبو يعقوب من يومه، فأمر ابنه أبو سالم [٣٧٤] أن تضرب الطبول، فضربت واستدعى أعيان القوم لمبايعته، فبلغ ذلك ابن أخيه أبا ثابت عامر (٢) بن عبد الله، وعمه يحيى، وكانا على مباشرة الحصار، فاشتورا واتفقا على أن يقصدا أبا سالم ويمنعاه من السلطنة، وأن تكون لأبى ثابت (٣) دونه، ويكون عمه يحيى مدبرا لأمره، وأبرما هذا الرأى بينهما (٤).

ولما اتفق المذكوران على هذا الرأى أرسلا إلى محمد بن عثمان صاحب تلمسان العتيقة، وهو على شفا جرف هار لما توالى عليه من تضييق وحصار، وصالحاه، ورفعا عنه المحاصرة، والتمسا منه المناصرة، فأمدهما بمن كان قد بقى عنده من الجند، وتوجها نحو أبى سالم، فهرب منهما وخرج على وجهه، فحصل فى يد بعض أهل البلاد، فأمسكوه وأرسلوا يخبرون ابن أخيه بأنهم قد قبضوا عليه، فأرسل جماعة من فوارس الفرنج والمسلمين فقتلوه هناك، وجاءوا إليه برأسه (٥).


(١) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤٩ أ - ٢٥٠ أ.
(٢) «أبا عامر ثابت» - فى الأصل، والتصحيح من المصادر المذكورة فى ترجمة أبو يعقوب المرينى، ومما أورده العينى فيما يلى فى أحداث نفس السنة.
(٣) «لأبى عامر» فى الأصل.
(٤) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٥٠ أ.
(٥) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٥٠ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>