للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستقر أبو ثابت المذكور فى هذه السنة، وأمر بقتل الخادم الذى أقدم على قتل أبى يعقوب، فقتل من وقته، وأخذ الخدم كافة فقتلوا، وأضرمت لهم النيران، وزجّوهم فيها بالرماح، ولم يترك أبو ثابت بمملكته خادما خصيّا حتى أباده، ثم وثب على عمّه بسعاية قومه فقتله ثانى يوم، فكان بين يحيى وبين أخيه أبى يعقوب يوم واحد أو يومان، ورحل أبو ثابت من تلمسان وأطلق لمحمد بن عثمان العبد الوادى كل ما كان عنده بتسلمان الجديدة من الحواصل والذخائر والغلال والأزواد، وكان شيئا كثيرا، وأخذ المال صحبته، وكان من الذهب ثلاثمائة حمل، كل حمل إثنان وعشرون ألف دينار كبارا، ومن الفضة مائتين وسبعين حملا، ومن حفائظ الذهب التى تكتب فى آخر جمعة من رمضان للتعوذ والتبرك على عادة المغاربة وقر إثنى عشر بغلا، وسار إلى فاس، وجهّز مستحفظا من بنى عمه إلى مراكش اسمه يوسف بن أبى عياد، وجهز معه جماعة ليقيم بها، وأرسل إليه شخصا من الحاضرة يسمى الحاج محمد، ولقبه المحنة، ليكون على جباية الأموال، فوقع بينهما، فقتله ابن أبى عياد، فكانت الأحنة قاتلة للمحنة، وخلع يوسف المذكور طاعة أبى ثابت وعصى عليه، وقعد بما فى يديه من العمل، فسار أبو ثابت لقتاله على ما نذكره إن شاء الله تعالى (١).

وفيها: انتهت زيادة النيل إلى ستة عشر ذراعا وخمسة عشر أصبعا.

وفيها حج بالناس الأمير سيف الدين نغيه قفجاق السلحدار أميرا على الركب المصرى، ومن الشام ركن الدين بيبرس المجنون.


(١) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٥٠ ب، ٢٥١ أ، وانظر ما يلى ص ٤٦٨ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>