جوبان سير جماعة من أصحابه يكشفون له الدشارات فينظرون ما نقص منها، فحضروا عند الصباح وقالوا: إنما ساقوا خيل خربندا الخاص ودشار الأمراء، فأعلم جوبان بذلك لخربندا، فصعب عليه وكبر لديه وقال: ما دلّهم على هذا إلا أحد من جندنا، وإلاّ كيف يكون هذا؟ فقال جوبان: طيب قلبك يا خوند، فأنا آتيك بها، فإلى أين يسيرون بها ونحن فى طلبهم، ثم إنه انتخب خمسة آلاف فارس وسار خلفهم، وخربندا يقول له: اجعل بالك من حيلة تعمل عليك، فلا تهمل لهم أمرا، وقلبى خائف من جهة الكشافة الذين سيّرناهم، فلا يكون التقاهم فى الطريق شيطان العجم - يعنى جوان شير - فقال جوبان: إن زنبورا خبير بهذه الأراضى، وما أظن أنه يسلك على الطريق الجادّة ثم سار جوبان على عجل، ويقطع الأراضى فى اليوم والثانى والثالث.
وأما جوان شير فإنه جدّ فى السير، وكلّما يقف فرس من الدشارات يعرقبه، ولم يزل كذلك حتى أشرف بمن معه على دربند كيلان، ثم جازوا الدربند، فإذا دوباح التقاهم ومعه ألف فارس وخمسمائة راجل، وذلك لأنه لما وصل إليه منكلى ومعه زنبور وأصحابه، وأخبره منكلى بأن جوان شير قد عوّل على أن يذهب ويسوق دشارات خربندا وأمرائه، ففزع من ذلك وخاف على جوان شير، وركب من وقته وساق بمن معه إلى أن التقى جوان شير، وكان آخر النهار، ولما رأى دوباج تلك الخيل تعجب منها، وكان لها أيام وهى فى السوق والطرد، وفى الدربند عشب ومرعى ومياه تجرى من تلك الجبال، فوقفت تلك الخيل فى تلك المراعى واشتغلت بها. فقال لهم دوباج، انزلوا بنا نبيت فى هذه الليلة ههنا ونستريح ونريح الخيل ونقوم وقت الصباح، فأجابوه إلى ذلك ونزلوا.