للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير الذي قتل في المعركة.

وساروا يطلبون حلب، ولما دخلوها كان يومًا عظيمًا، وفي الحال أرسل إلى السلطان يُعرفه بذلك، وأرسل حملًا من جلود رؤوس التتار المحشوة تبنًا، ولما وصل قاصد نائب حلب إلى دمشق "اجتمع بالأفرم وحكى له بجميع ما جرى، وخلع عليه الأفرم، وفرح بذلك فرحًا عظيمًا، ثم جهزه إلى السلطان، وكان الأفرم قد جهز عسكر دمشق" (١) مع الأمير سيف الدين بلبان البدري (٢) والأمير سيف الدين بهادر (٣) المعزى فأخّر هذه التجريدة إلى مُهِمّ آخر سلطاني.

وأنشد بعضهم في هذه الوقعة:

سلوا هند عن يوم البليخ وما جَرَى … لسوتاي بن الكلب مع ثوكال مع قرا

وطغْريل مع مَنْكُود مُرجى وطغرق … وابن هلاون اللّعين وبَيْدَرَا

أتونا بأصناف طُغاة وأرْمنٍ … جموعٌ تكل العين فيها تَحيُّرا

فَفَرّق شمْلهم وبدَّد جَمْعهُم … خيول من الإسلام قهرًا مُصَغّرا

بمن كان رأسهم هدير (٤) غَضَنْفَرٌ … يكل لسان الوصف عنه مُخبرا

هو الشهم شمس الدين أوحد عصره … قَرا سنْقُر المعروف في ألسن الورا

ولما وصل مملوك قرا سنقر إلى مصر ومعه رؤوس القتلى، وتمثل بين يدي


(١) مكتوب على هامش الأصل، ومنبه على موضعها بالمتن.
(٢) هو: بلبان البدرى، أحد مقدمي الألوف بدمشق، توفي سنة ٧٢٧ هـ/ ١٣٢٧ م، الدرر ٢/ ٢٥ رقم ١٣٢٩.
(٣) هو: بهادر بن عبد الله المعزى، من أعيان الأمراء في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون، توفي في أواخر
٧٣٩ هـ أو أوائل ٧٤٠ هـ/ ١٣٣٨ أو ١٣٣٩ م، المنهل الصافي ٣/ ٤٣٠ رقم ٧٠٥.
(٤) هزبر: في الأصل، ومصححة إلى هدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>