للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سائر قلاعه وطلب من نوابه ما يجهز به الحمل، فشرع في تجهيز الخيل والبغال والقماش الفاخر، وفرح بذلك الشهروزي، وأقام هناك مقدار عشرين يومًا.

ثم قال صاحب سيس له: لا تخلّ أحدًا من أصحابك يبرز إلى الناس، فقال له: لم؟ قال: لأنه وصل رسول من الروم وذكر أن أميرًا من أمراء التتار يسمى [قازان] (١) جوق واصل إليكم، فأخشى أن يرى أحدًا منهم أحدًا من حاشيتك فلا يجرى علينا خير، ثم في ثاني اليوم جاء رسول من قازان جوق يطلب صاحب سيس إليه، وأنه نازل على قلعة تسمى بطرسية لأن تحتها مرج واسع ومياه كثيرة، فلما سمع بذلك طلب أمراءه وقاله لهم: هذا أمر قد رابني وما لي عادة بالرواح إلى أحد، وما في قلبي أن أروح إليه، ونفسي تحدثني عنه بكل شرّ، فقالوا له: اخْرِج هذا من خاطرك، [أتريد] (٢) أن تخرب بلادك بيدك؟ ولا بُدّ من الرواح إليه على كل حال، فلم يزالوا عليه إلى أن أجاب إلى الرواح.

ثم طلب الشهروزي وأصحابه وأطلعهم إلى قلعة سيس، وقال له: تعلم أن هؤلاء الكلاب [دخلوا] (٣) بلادنا ولا غنى لي عن الرواح إليهم وأرضيهم، فإذا جئت من عندهم نجهز الحمل، ثم سار وأخذ معه جميع أمرائه وعسكره وإخوته، وكان له أخ يسمى قرياقس، وقد بلغ التتار منه أنه كان يقول لناس من جهة التتار: إن أموال بلادنا كلها تُحمل إلى مصر وأن التكفور ومن عنده لا يريدون إلا صاحب مصر، وإن لم يدركوا إلى البلاد وإلا راحت من أيديهم، وهذا قاصد صاحب حلب عند التكفور لطلب الحمل المقرر عليه.

وكان قازان [جوق] (٤) لما سمع بهذا الكلام قال لمن معه: إن لم ندبّر حيلة على صاحب سيس وإلا تغلب، لأن بلاده (٥) قلاع وربما تعصى علينا، ولا نأمن أن يجئ إلينا


(١) قزان: في الأصل، في هذا الموضع وبعض المواضع التالية، والتصويب وتوحيد الرسم مما يلي.
(٢) فتريد: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٣) دخو: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٤) جق: في الأصل، والتصويب مما سبق.
(٥) صاحب بلاده: في الأصل ومشطوب على كلمة صاحب.

<<  <  ج: ص:  >  >>