للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمائتي ألف درهم لا غير، خوفًا أن يطلعه على المال، فيأخذه كله، وأخرج الأمير جمال الدين منها كما ذكرنا وقنع بالكرك، وخطب للملك المظفر بجامع الكرك، وتأدب معه حتى إذا كان كاتبه يكتب الملك المظفري، وقصد بذلك سكون الأحوال، فلما كان بعد استقراره بالكرك بقليل أرسل المظفر وطلب من الناصر إنفاذ الخيل والمماليك [الذين] (١) استصحبوه والأموال التي بالكرك، فبعث إليه الناصر بمائتي ألف درهم وقال: ما عندي إلا هذا القدر، فأعاد المظفر الجواب بطلب الخيول والأموال والتهديد، فأهان الناصر الرسول وأمر بإخراجه ماشيًا إلى الغور، وأخذ من هذا الوقت في التحفّل، وكان منه ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

ومنها: أن في ربيع الأول أخرج السلطان الأمير نجم الدين الخضر بن الملك الظاهر بيبرس الملقب بالملك المسعود من البرج بقلعة الجبل، وسكن مصر على شاطئ النيل بدار الأمير عز الدين أيبك الأفرم [الكبير] (٢)، وكانت اشْتُريت له، ولم تطل مدته، فإنه توفي في خامس رجب بالقاهرة بدار الحلبي (٣)، وتوفي ولده قبل وفاته بيوم.

ومنها: إن الشيخ كريم الدين نزل من مشيخة خانقاه سعيد السعداء وتولاها قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة (٤).

وفيها: بلغت زيادة النيل إلى ثمانية عشر ذراعًا وأصبع واحد من تسعة عشر (٥).

وفيها: حج بالناس الأمير سيف الدين قطلوتمر صهر جَالق.


(١) الذي: في الأصل.
(٢) إضافة للتوضيح من النجوم الزاهرة.
وهو: الأمير عز الدين أيبك الأفرم الكبير، المتوفى سنة ٦٩٥ هـ/ ١٢٩٥ م، ينظر عقد الجمان ٣/ ٣٣٨.
(٣) ينظر ما يلي ص ٧٣.
(٤) في جمادي الآخرة ٧٠٩ هـ، ينظر ما يلي ص ٧٥.
(٥) ينظر النجوم الزاهرة ٨/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>