للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للخواطر، فلم يقبل هذه الإشارة، [ولما] (١) تحقق وصولهم إلى السلطان، أشرتُ بأن المصلحة تقتضى التلطف، وأن يُعين لهم إقطاعًا يقوم بهم في خدمته، فلم يعرجوا على ذلك.

ثم تواترت الأخبار بأن الأمراء الذين بالشام والعساكر قد حلفوا لمولانا السلطان الملك الناصر، فجمعونا للاستشارة في تجريد العساكر، فقلت: الصواب تسكين الثوائر وإغماد البواتر، ومكاتبة السلطان الملك الناصر، بأن الملك مُلكه ومُلك والده، وإنه يعود لمستقره آمنًا من مُعانده، فلم يُفد بعد الكلام، ولم يستبن لهم النصيحة في تلك الأيام، وجرد الأمير سيف الدين برلغي (٢) مقدمًا وصحبته ثلاثة من مقدمي الألوف وهم: الأمير جمال الدين أقوش الأشرفي نائب الكرك، والأمير عز الدين أيبك البغدادي، والأمير شمس الدين [الدكز] (٣) السلحدار، ومن معهم من الأمراء، فبرزوا يوم السبت التاسع من شهر رجب، وخيموا بمسجد التبن (٤) ولم يتقدموا، بل عادوا بعد أربعة أيام، وكان الباعث على عَودهم أن كتب أقوش الأفرم وردت على يد ألطنغش مملوكه تتضمن وصول السلطان إلى البرج الأبيض بالقرب من طفس (٥) وعودته راجعًا، فاطمأن وسكن، كقول الشاعر:

نُهال للشيء الذي يروعنا … ونرتعي في غفلة إذا انقضى


(١) ولا: في الأصل، والتصويب يتفق مع سير الأحداث، ينظر ما سبق.
(٢) بلرغي: في الأصل والتصويب مما يلي.
وهو: برلغي بن عبد الله الأشرفي، ابن عم السلطان الناصر محمد، والمتوفي سنة ٧١٠ هـ/ ١٣١٠ م، ينظر ما يلي.
(٣) الذكر: في الأصل، والتصويب مما سبق، وما يلي.
(٤) مسجد التين: هكذا في الأصل، وزبدة الفكرة، وهو قول العامة.
وهو: مسجد التبر، وموضعه خارج القاهرة قريب من المطرية، ينظر المواعظ والاعتبار المجلد الرابع ٧٢١ - ٧٢٢.
(٥) طفش = طفس: من مراكز البريد على الطريق بين غزة ودمشق، ينظر صبح الأعشى ١٤/ ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>