للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثلة ريعت لليث فانزوت … حتى إذا غاب اطمأنت إن مضى

وأرسل إلى برلغي ومن معه من المجردين يأمرهم بالعود فعادوا (١).

ثم إنه أرسل علاء الدين مغلطاي أيتغلى وقطلوبغا برسالة إلى السلطان الناصر، [فاشتد] (٢) غضبه وقبض عليهما بعد أن أوجعهما بالضرب الشديد.

ثم كتب إلى الأمراء بحلب ودمشق وصفد والساحل وحماة يقول لهم: إني لما اشتد الضنك عَلَىَّ خَرجتُ من مصر وتركت لهم الملك يتصرفون فيه كما يختارون وأقمت بالكرك متجنبًا عنهم، ورضيت بأحقر المساكن وأصغر الأماكن ليستريح خاطري من التشويش، فما رجعوا عني، ولا تركوا مشاكلتي ومطالبتي بالمال والخيل وغيرهما، وانتهى الحال إلى أن أغلظوا في المخاطبة، وأحنقوا (٣) في المراسلة، وأرسلوا يقولون لي: لئن لم تمتثل مراسيمنا وأوامرنا لجرى لك معنا ما جرى لولد الملك المعز وأولاد الملك الظاهر، وأمثال هذا الكلام الذي يقرح الخوطر ويقدح في الضمائر.

وما أحقه حينئذ بالتمثل بأبيات سنان (٤) صاحب الحصون، إذ يقول:

ياللرجال لأمر هال مقطعُه … ما مَرَّ قط على سمعي تَوَقُّعُه

قام الحمام إلى البازي يُروِّعُه … وشُمِّرت لأسود الغاب أَضْبُعه

يا الذي بقراع السيف هَدَّدَني … لا قام مَصْرع جَنْبى يوم تَصْرَعُه

وقال السلطان في رسالته للأمراء: أنتم تعلمون ما لوالدى عليكم من حق التربية


(١) ينظر زبدة الفكرة ٤١٤ - ٤١٥.
(٢) اشتد: في الأصل، والتصويب للتوضيح.
(٣) واجنفوا: في زبدة الفكرة.
(٤) هو: سنان بن سلمان بن محمد، أبو الحسن راشد الدين، كبير الإسماعيلية وصاحب الدعوة النزارية، كان أديبًا فاضلًا، بني بالشام حصونًا لطائفة الإسماعيلية، بعضها مستجد وبعضها كان قديمًا، احتال في تحصيلها وتحصينها، توفي سنة ٥٨٩ هـ/ ١١٩٣ م، الوافي بالوفيات ١٥/ ٤٦٣ رقم ٦٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>