للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوزير ابن العلقمى الرافضى قبّحه الله، واسمه محمد (١) بن أحمد (٢) بن على بن أبى طالب، الوزير مؤيّد الدين بن العلقمى البغدادى.

خدم فى أيام المستنصر بالله استادار الخلافة مدة طويلة، ثم استوزره المستعصم بالله، ولم يكن وزير صدق، فإنه كان من الفضلاء الأدباء إلا أنه كان رافضّيا خبيثا، ردئ الطويّة على الإسلام وأهله، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة فى أيام المستعصم ما لم يحصل لكثير من قبله من الوزراء، ثم مالأ على الإسلام وأهله التتار، أصحاب هلاون، حتى جاءوا فجاسوا خلال الديار، وكان أمرا مفعولا، ثم حصل له من الأهنه فى أيامهم والقلّة والذّلة وزوال ستر الله ما لا يحد ولا يوصف.

رأته امرأة وهو راكب فى أيام التتار برذونا وسائق يضرب فرسه (٣)، ووقفت إلى جانبه فقالت يا بن العلقمى: هكذا كان بنو العباس يعاملونك (٤)، فوقعت كلمتها فى قلبه، وانقطع فى داره إلى أن مات كمدا فى مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة، وله من العمر ثلاث وستون سنة، ودفن فى قبور الروافض (٥)، وقد سمع


(١) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، الوافى ج‍ ١ ص ١٨٤ رقم ١١٤، فوات الوفيات ج‍ ٣ ص ٢٥٢ رقم ٤١٥، البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢١٢، العبر ج‍ ٥ ص ٢٣٥، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٢٧٢، الفخرى ص ٢٩.
(٢) هكذا بالأصل، وشذرات الذهب، بينما ورد اسمه محمد بن محمد بن على فى باقى مصادر الترجمة.
(٣) «وهو راكب فى أيام التتار برذونا وهو مرسم عله؛ وسائق يسوق به ويضرب قرسه» - البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢١٢.
(٤) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٣ ص ٣٢٥.
(٥) «الرافض» فى الأصل والتصحيح من البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>