للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشدودة وجمالك محملة؟ فقال: جاء مرسوم المظفر بأنه خرج من القاهرة وأمرني أن أرحل إلى العريش، فصدقاه على ذلك وذهبا وحملا أيضًا جمالهما، ثم اجتمع الجميع وساروا، ثم شرع بعض الناس يتحدثون بأن هؤلاء رائحون إلى الملك الناصر، فسمع بذلك بعض مماليك دباكوز ويجاس وأعلموا أستاذيهم بهذا الخبر، ثم نهضا وجاءا إلى برلغي فقالا: يا أمير، إلى أين رائحون نحن؟ قال: إلى الملك الناصر. فقالا له: من وافقك على هذا؟ فقال: جميع الأمراء طوعًا وكرهًا، وأى مَنْ قال لا ضربت عنقه، ثم أنه أمر بأن يأخذوا سيوفهما، ورسم عليها، فبكى دباكوز، وكان أشد الناس حيلة، وقال: يا أمير سيف الدين، ذهبت الشفقة من بين الخشداشية؟ بالله عليك، لا تكن سبب هلاكنا، فنحن نعلم أن الملك الناصر لا يرحمنا دون الناس، ونريد من إحسانك أن تخلينا لنروح إلى القاهرة، وأنت تأخذ لنا أمانًا من السلطان الناصر، وترسله لنا، فقال: أطلقوهما، فأطلقوهما، وأخذا أطلابهما وعادا إلى القاهرة.

وأما برلغي فإنه سار بمن معه حتى وصلوا إلى العريش، وجاء الخبر إلى اسندمر وهو نازل على العريش كما ذكرنا، وقالوا له: إن برلغي واصل ومعه عشرة أمراء وعشرين من مقدمي الحلقة وخمسة آلاف فارس، ففرح اسندمر بذلك ولاقاهم، ونزل الجميع على العريش، ثم أطلق البطاقة إلى غزة يعلم بقدوم [برلغى] (١)، ثم إنه ركب مع اسندمر، وخليا الأثقال وغالب العسكر على العريش، وذهبا إلى السلطان في غزة، ولما وصلا إلى تل العجول لاقاهما الأمير الحاج بهادر والأمراء، ولما قربوا من غزة ركب السلطان إلى ملاقاة [برلغي] (٢) ومعه قراسنقر وقفجق واسندمر وقطلوبك وساروا بين يديه، فوصل برلغي وقبل ركاب السلطان ورجليه، وأمر السلطان أن يركب فرسًا من جنائبه، فركب وساروا إلى أن نزل السلطان في دهليزه، ثم طلب [برلغي] (٣) وأصحابه، فخلع عليهم.

وأما دباكوز وبجاس، فقد وصلا إلى المظفر، وأعلماه بما فعله برلغي، فضرب بيده


(١) برغلى: في الأصل، وهو تحريف، والتصويب مما سبق.
(٢) برلغلي: في الأصل، وهو تحريف، والتصويب مما سبق.
(٣) برغلى: في الأصل، وهو تحريف، والتصويب مما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>