وقال القاضى بن واصل: واتفق فى بنى العباس اتفاق عجيب وهو أن كل سادس منهم مخلوع أو مقتول، فأول من ولى السّفاح، ثم أخوه المنصور، ثم ابنه المهدى، ثم ابنه الهادى، ثم أخوه الرشيد، ثم ابنه الأمين وهو سادس خليفة خلع، ثم قتل، ثم ولى أخوه المأمون، ثم أخوه المعتصم، ثم ابنه الواثق، ثم أخوه المتوكل، ثم ابنه المنتصر، ثم المستعين بالله وهو سادس خلفائهم، فخلع وقتل، ثم ولى ابن عمه المعتز، ثم عمه المهتدى، ثم ابن عمه المعتمد، ثم ابن أخيه المعتضد ثم ابنه المستكفى، ثم أخوه المقتدر وهو سادس خليفة، خلع مرتين وقتل، ثم ولى أخوه القاهر، ثم ابن أخيه الراضى، ثم ابن أخيه المتقى، ثم ابن عمه المستكفى، ثم ابن عمه المطيع، ثم ابنه الطائع وهو سادس خليفة، فخلع ثم ولى ابن عمه القادر، ثم ابنه المقتدر، ثم ابن ابنه المقتدى، ثم ابنه المستظهر ثم ابنه المسترشد، ثم ابنه الراشد وهو سادس خليفة فخلع وقتل، ثم ولى [٤١٥] عمه المقتفى، ثم ابنه المستنجد، ثم ابنه المستضئ، ثم ابنه الناصر، ثم ابنه الطاهر، ثم ابنه المستنصر وهو سادس خليفة، فحكى وجيه الدين بن سويد وجماعة أنه فصد بمبضع مسموم فمات، وقتل التتار ابنه المستعصم بالله وهو آخرهم.
وحكى أنه لما ولد على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنهم أتاه على بن أبى طالب رضى الله عنه مهنّيا وحنكه ودعا له ورده إليه وقال:
خذ إليك أبا الأملاك … سميته عليا وكنيته أبا الحسن
وقال ابن واصل: لقد أخبرنى من أثق به أنه وقف على كتاب عتيق فيه ما صورته: أن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بلغ بعض خلفاء بنى