للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسندمر، فقالوا له: لا تظهر من هذا شيئًا فالقوم قد تمكنوا من القلعة، ولو أرادوا أن يخرجوك لقدروا عليه لأن معهم كتابًا إلى مقدمي القلعة والرجاله والنقباء ووالى الحُجَر، وقد طلب جميعهم البارحة مقدمهم، وقرأ عليهم كتاب السلطان

فقال السديدي: قُضى الأمر، وكتب إلى اسندمر بأنهم قد طلعوا القلعة وتمكنوا فيها ولا يقدر أحد على إخراجهم.

وأما كتاب بهلوان فإنه لما وصل إلى السلطان فرح وسر، وقال: هان الأمر إن شاء الله، وفي (١) تلك الساعة طلب الأمير كراي المنصوري وسنقر الكمالى وقال لهم: تجهزوا إلى الخروج، فما أعرف قضاء شغلي إلا منكما، ولكن لا تقولا [إلا] (٢) إنكما رائحان مع العسكر إلى سيس، فإذا [تمكنتم] (٣) من اسندمر وقبضتم عليه ارجعوا إلى دمشق، واقبضوا على [قرا سنقر] (٤)، وهذه مراسيمى والبريدية واصلة إليكم كل وقت بكل ما تريدان، وجرد معهما أربعة آلاف فارس وأوصاهم بسرعة المسير.

ثم إنه أرسل البريدي إلى الشام ليعلم النائب بأن العسكر المصرى واصلة إلى سيس، وإنك تجرد من دمشق أربعة آلاف نفس مع: الأمير سيف الدين بهادر آص، وبلبان البدري، وعز الدين الزردكاش، وكجكن، وأمر نائب الشام أيضًا أن يعلم اسندمر نائب [حلب] (٥) بأن العساكر واصلة إليك ليعبر بها إلى سيس، فإن أعطوكم الفتوحات التي فتح لاجين وَلَّا أخربوا بلادهم.

فلما قرأ اسندمر الكتاب، جمع مماليكهـ، وقال لهم: هذا العسكر واصل إلينا لا محالة، فاهتموا إلى أمركم، فقالوا: وما الذي نفعل؟ فقال: قد عولت على أمر وهو: إني أسير إلى الأمير طوغان، نائب البيرة، يحلف معي، ونكون على كلام واحد، فإن وافقني فلا


(١) وطلب في: في الأصل، ويوجد شطب فوق كلمة طلب.
(٢) إضافة لتصويب المعنى، ينظر ما يلي.
(٣) تكتمتم: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٤) سنقر: في الأصل، والتصويب مما سبق.
(٥) إضافة للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>