للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على السماط، فضربه بعض المماليك البحرية بالسيف، فتلقاه بيده، فقطع بعض أصابعه، وقام فدخل البرج (١) وصاح: من جرحنى؟

قالوا: الملحدة الحشيشية (٢). قال: لا والله إلا البحرية (٣)؛ والله لا أبقيت منهم بقية، واستدعى المزين (٤) فخيط يده وهو يتوعدهم [٣١٥]، فقال بعضهم لبعض: تموه وإلا أبادكم، فدخلوا عليه، فانهزم إلى أعلا البرج، فأوقدوا النيران حول البرج، ورموه بالنشاب، فرمى بنفسه، وهرب نحو البحر وهو يقول: ما أريد الملك، دعونى أرجع إلى الحصن، يا للمسلمين (٥) ما فيكم من يصطنعنى ويجبرنى، والعساكر كلها واقفة، فما أجابه أحد، والنشاب تأخذه، وكذا لما صعد إلى البرج رموه بالنشاب، فتعلق بذيل أقطاى، فما أجاره (٦)، فقطعوه قطعا، وبقى على جانب البحر ثلاثة أيام منتفخا، ما يتجاسر أحد أن يدفنه، حتى شفع فيه رسول الخليفة، فحمل إلى ذلك الجانب فدفن، وكان (٧) الذين باشروا قتله أربعة.


(١) «برجا» فى مرآة الزمان ج‍ ٨ ص ٧٨٢.
(٢) الحشيشية أو الحشاشون: اسم أطلق على طائفة الباطنية من الشيعة الإسماعيلية، الذين كانوا أتباع الحسن بن الصباح، الذى ظهر فى أواخر القرن ٥ هـ‍/ ١١ م، وتوارث أتباعه مذهبه، وكانوا يعملون على اغتيال خصومهم.
(٣) البحرية: طائفة المماليك البحرية التى أسسها الملك الصالح نجم الدين أيوب.
(٤) «الجرائحى» فى نهاية الأرب، وهو الطبيب الجراح.
(٥) «يا مسلمين» فى مرآة الزمان ج‍ ٨ ص ٧٨٢.
(٦) «فما أجاروه» فى مرآة الزمان ج‍ ٨ ص ٧٨٢.
(٧) فى مرآة الزمان فى هذا الموضع جملة اعتراضية نصها: «ولما قتلوه دخلوه على الإفرنسيس الخيمة بالسيوف وقالوا: نريد المال، فقال: نعم، أطلقوه وسار إلى عكا على ما اتفقوا عليه معه» - ج‍ ٨ ص ٧٨٢، ٧٨٣. ويبدو أن هذه العبارة وضعت فى غير موضعها فى النسخة المطبوعة من مرآة الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>