للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سعد الدين مسعود بن تاج الدين شيخ الشيوخ: حكى لى [رجل] (١) صادق أن أباه الملك الصالح أيوب قال لمحسن الخادم: إذهب إلى أخى العادل إلى الحبس، وخذ معك من المماليك من يخنقه، فعرض المحسن ذلك على جميع المماليك، فامتنعوا بأسرهم (٢) إلا هؤلاء الأربعة، فإنهم مضوا معه وختقوه، فسلطهم الله تعالى على ولده حتى قتلوه أنحس قتلة وأقبحها، ومثلوا به أعظم مثله كما (٣) فعل بأخيه.

وفى تاريخ النويرى: اجتمعت البحرية على قتله بعد نزوله بفارسكور، وهجموا عليه بالسيوف، وكان أوّل من ضربه ركن الدين بيبرس الذى صار ملك مصر فيما بعده، فهرب المعظم منهم إلى البرج الخشب الذى نصب له بفارسكور كما ذكرنا، فاطلقوا فى البرج النار، فخرج المعظم من البرج هاربا طالبا للبحر ليركب فى حراقته، فحالوا بينه وبينها بالنشاب، فطرح نفسه فى البحر فأدركوه وأتمّوا قتله فى يوم الإثنين المذكور، وكانت مدّة إقامته فى الملك من حين وصوله إلى الديار المصرية شهرين وأياما (٤).

وقال أبو شامة: جرح فى يده فى دهليز الخدمة بعد السماط، فانهزم ودخل برج خشب، فأحرق، فرمى بنفسه منه إلى ناحية النيل، فأدرك، وقطع بقرية فارسكور.


(١) [رجل] إضافة من مرآة الزمان ج‍ ٨ ص ٧٨٣.
(٢) «بأمرهم» فى مرآة الزمان، وهو تحريف.
(٣) «مثلها» فى مرآة الزمان.
(٤) ملخصا لما ورد فى نهاية الأرب - مخطوط ج‍ ٢٧ ورقة ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>