للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: أخبرنى من شاهد ذلك أنه ضرب أولا، فتلقى الضربة بيده (١)، فحرقت (٢) يده، واختبط الناس، فأظهر أن ذلك كان من بعض الملحدة الحشيشية، ثم أشار بعضهم على الباقين بإتمام الأمر فيه. وقال بعد جرح الحية: لا ينبغى إلا [٣١٦] قتلها، فركبوا وتسلحوا، وأحاطوا بخيمته وبرجه الخشب، لأنه كان نازلا فى الصحراء بإزاء الفرنج، فدخل البرج خوفا منهم، فأمروا زراقا بإحراق البرج، فامتنع، فضربت عنقه، ثم أمروا زراقا آخر، فرمى البرج بنفط، فأحرقه، فخرج منه وناشدهم الله فى الكف عنه، والإقلاع عما نقموا عليه، وطلب تخلية سبيله، فلم يجب إلى شئ من ذلك، فدخل البحر إلى أن وصل الماء إلى حلقه، فرجع فضربه البندقدارى بالسيف، فرجع إلى الماء (٣)، وقيل: ضربه ضربة واحدة على عاتقه، فنزل السيف من تحت إبط اليد الأخرى، فوقع قطعتين، وكان قتله فى أواخر محرم.

فانظر إلى هاتين الوقعتين (٤) العظيمتين القريبتين (٥) كيف اتفقتا فى شهر واحد، إحداهما (٦) فى أوله: وهى كسرة الفرنج الكسرة العظمى التى استأصلتهم.


(١) «بالسيف» فى الذيل على الروضتين، وهو تحريف.
(٢) «فجرحت» فى الذيل على الروضتين.
(٣) «فوقع فى الماء» فى الذيل على الروضتين.
(٤) «الواقعتين» فى الأصل، والتصحيح من الذيل على الروضتين.
(٥) «الغريبتين» فى الذيل على الروضتين.
(٦) «إحديهما» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>