للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لبسه؛ اقترح أشياء في اللبس منسوبة إليه، وكذلك في المناديل، وفي قماش الخيل، وآلات الحرب.

وكان عاقلًا، ذا رأي وحزم وشجاعة، إلا أنه لم ينفعه ذلك عند بلوغ الأجل، وكان صاحب صدقات كثيرة وبر إلى الضعفاء، وحج سنة ففرق في الحرمين الشريفين أموالًا عظيمة، حتى لم يدع فيها فقيرًا، وكان يحب العلماء ويحسن إليهم، رحمه الله.

النوع الثالث: في القبض عليه:

وكان السبب فيه: أن السلطان بلغه عن سلار المذكور، وبعض الأمراء الذين كانوا عاكفين عليه، أمور أنكرها، فقبض عليهم، وعلى أقوام آخرين كانوا بالشام من نسبتهم، وعدة مَنْ مسك من أمراء الشام سبعة، منهم: أقطوان الأشرفي، وعدة [الأمراء] (١) الذين قُبض عليهم أربعة عشر نفرًا (٢).

وأما سلار، فقد ذكرنا أن السلطان أعطى له الشوبك وراح إليها، وكتب إليه السلطان مما بلغه عنهم، وعرض عليه الحضور إلى الأبواب الشريفة لإزالة القيل والقال، ولم تكن قلعة الشوبك معه، فإنه لما راح إلى الشوبك قال: هذا تقليد السلطان بالشوبك والقلعة، فقال له النائب هناك: أنا جاني بريدي امس معه كتاب السلطان أنه لم يعط القلعة لك؛ فقال سلار: أنا أجيب مرسوم السلطان.

ثم إنه بعث مملوكًا من مماليكه إلى السلطان في أمر القلعة، فجاءه الجواب، وهو أنه يقول: أنا أعطيتك الشوبك وبلادها، وما أعطيتك القلعة، وأنت تحسب أنني نسيتك أو أخليك في الشوبك؟ وإش الشوبك وإش قلعتها؟ وسأبعث إليك وأجيبك إلى القاهرة وأوليك نائبًا بها على عادتك، وخلع على مملوكه، وَطُيِّب وخرج.


(١) أمراء: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٢) ينظر التحفة الملوكية ٢١٤، نهاية الأرب ٣٢/ ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>