ثم طلب السلطان سلارًا وقال له: أش لك عند أمير موسى (١) زوج ابنتك؟ فقال: مالي عنده شيء، وجميع ما عندها لها بمكاتيب شرعية من سنتين وشيء، فقال له السلطان: كذبت. ثم طلب السلطان القضاة، والشيخ تقي الدين ابن تيمية، وقال: ما تقولون في رجل مملوك، وله بنت من جاريته، وليس في يدها عتاقه شرعية، وقد زوج المملوك من جاريته من رجل بغير إذن أستاذه فهل يجوز النكاح؟ وهل يصح عقد أمير موسى على بنت سلار أم لا؟ أفتونا في ذلك.
فقالوا: لا، يا مولانا السلطان.
فقال السلطان: فعقد هذا على بنت جاريتي باطل.
قالوا: نعم.
قال الراوى: فعند ذلك أمر السلطان علم الدين الجاولى بأن ينزل إلى دار الأمير موسى زوج بنت الأمير سلار، ويحتاط على ما في داره، فنزل إليها، ووجد أربع دكك: دكتان من ذهب، ودكتان من فضة، ووجدوا طشوتًا وأطباقًا، وهواوين وشماعدين، كلها من ذهب وفضة، ووجدوا تختًا من ذهب وفضة، وزنه عشرون قنطارًا بالدمشقي ففكوه، وكان عليه شبكة لؤلؤ وقطع بلخش وزمرد أخضر.
ثم أمر السلطان بأن ينادي في مصر والقاهرة: أن من كان عنده لسلار شيء فليحضره إلى السلطان، فجاء تاجر من الكارم وأحضر مائة ألف دينار، وقال: هذه لسلار أعطاني إياها حتى أشترى بها بضائع، ثم أمر السلطان بأن الذهب والفضة التي أخذت من السبائك ومن اللجم ورؤوس الأرماح ونحو ذلك أن تضرب دنانير ودراهم، فأقام الصياغ في ذلك مدة من الزمن.