للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن كثير: وماتت والدته بعد ذلك بقليل (١).

وقال بعضهم: دفنوه أولًا في باب القرافة، بحيث لم يعلم به أحد، ثم نقلوه إلى تربته المذكورة، والله أعلم.

النوع [الخامس] (٢): في بيان ما خلفه من الأموال بأصنافها:

وذُكر في [سيرته] (٣) أنه لما أحضر بين يدي السلطان، وعاتبه عتابًا كثيرًا، ثم أمر الجاولى أن ينزل معه ويحمل المال، فنزل معه إلى داره، وفتح سربًا تحت الأرض، فأخرج سبائك ذهب وفضة، وجِرَب من الأديم الطائفي في كل جراب عشرة آلاف دينار.

قال الراوي: حملوا من ذلك السرب أكثر من حمل خمسين بغلًا من الذهب والفضة، ثم أحضره بعد ثلاثة أيام وألزمه بالمال، فأخذ الجاولي وجاء [به] (٤) إلى الطارمة (٥) التي كان يحكم تحتها، وقال: احفروا ههنا، فخفروا، وأخرجوا سبعة وعشرين خابئة مملوءة ذهبًا، ومائة حجر من الجواهر، وفيها حجر بهرمان وزنه أربعون مثقالًا، وأخرج ألفي حياصة مجوهرة، وألفى قلادة من الذهب كل قلادة تساوي مائة دينار، وألفي كلوتاه زركش.

قال الراوي: أخبرني سيف الدين البرددار وقال: وجدوا اليوم في ركبخانة سلار لجمًا مفضضة قد عتقت سيورها، ففكوا الفضة عن السيور ووزنوها فجاء وزنها عشرة قناطير بالشامي، ثم أحضره السلطان وقال له: أجمل. فقال: ما بقى لي شيء غير أني أعطيت الصاحب ابن الخليلي مائة ألف دينار وأنا رايح إلى الشام، فبعث السلطان إليه فحضر، وقال له: هات مائة ألف دينار، فحمل ستين ألفا، فسلمه السلطان إلى مملوكه كستاي، وأمره بعقوبته حتى يكمل، وهو تحت العقوبة، مائة ألف دينار.


(١) لم يرد هذا الخبر في المطبوع من البداية والنهاية.
(٢) الثالث: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق، ينظر ما سبق.
(٣) سيرة: في الأصل.
(٤) له: في الأصل.
(٥) الطارمة: بيت من خشب يبنى سقفه على هيئة قبة، معد لجلوس السلطان، أو الأمير، معرب عن اللفظ الفارسي تارم، معجم الألفاظ الفارسية المعربة ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>