للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاعتقلوا كلهم إلا الطباخي فإنه قُتل لوقته لكلام تكلم به (١).

وكان السبب في ذلك (٢). ما ذكره صاحب سيرة الناصر: أن الأمير بكتمر الجوكندار لما رأى ما يحل بالأمراء، وأن حرمته قَلَّت خاف على نفسه، فطلب إليه بتخاص، الذي كان نائب صفد، وغيره ممن يلوذ به، فقال لهم، قد علمتهم ما يفعل السلطان بالأمراء، فمنهم من يأخذه بحق، ومنهم من يأخذه بغير حق، وأنا خائف منه، وما أدري ما أصنع؟ فقالوا له: والله، نحن كذلك، قال، فابصروا ماذا نعمل؟ فقال بتخاص: ما في الأمر إلا أنك توافقنا عليه، وكلنا نحلف لك أنك سلطاننا، فقال لهم الجوكندار: وعلى ماذا عزمتم؟ قالوا: نُكاتب: قطلبك، وكراي، وقطلقتمر، وقراسنقر، ونجتمع كلنا على كلمة واحدة، ونقبض هذه السلطان ونخصمه في دار، وله ما يأكل وما يشرب، وما نُخرجه إلى الممات، فقال لهم: هذا هو الرأي، فاتفقوا على هذا الاتفاق.

وكتب الجوكندار إلى الأمير كراي نائب الشام، وكان خشداشه، وذكر له صفة ما هم عليه، وكذا كتب إلى قطلو بك نائب صفد، وإلى قطلقتمر نائب غزة، وما كتب إلى الأمير قراسنقر نائب حلب، لأنه قال: هذا خائف ولا نأمن أن يُعرِّف بحالنا إلى السلطان، ويتوجه إليه.

ورجع قصاد الجوكندار إليه، الذين أرسلهم إلى الشام، وقد وافقه: قطلو بك نائب صفد، وقطلقتمر نائب غزة، وأما كراي، نائب دمشق، فإنه سَيِّر إليه، ويقول: يا أخي، قد عَلِمت ما الذي جرى على غيرك، وكانوا أقدر منك، فلا تُدِر هذا في ذهنك فتَهلك ونَهْلك معك، وهذا ابن أستاذنا وقد أخذ المُلْك وهو خائف.

فلما قرأ الجوكندار الكتب التي جاءت من الشام على الأمير برلغي وبتخاص قالا: نحن نعرف كراي إنه ما يوافق، وما نحن بمحتاجين إليه، ونحن نقضي الشغل، فإذا قضينا


(١) لم يرد هذا النص في المنشور من البداية والنهاية، ولكنه أقرب إلى النص الوارد في نهاية الأرب ٣٢/ ١٧٧.
(٢) ينظر كنز الدرر ٩/ ٢١٢ - ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>