للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهجن ولحقه، وحلف له، فاطمأن، ثم قال: خفف من هذا الجمع الذي معك فليس لنا بهم حاجة، فاحتال عليهم الأفرم حتى رجعوا، وتوجه هو وقراسنقر، والثلاثة الأمراء الذين كانوا لحقوا بالأفرم، كما ذكرنا، وتبعهم العسكر الناصري إلى الرحبة، ثم رجع، ولما قربا من بلاد التتر كتبا إلى خربندَا يستأذناه في الوصول إليه، فأرسل إليهما الإذن والخُلع، فوصلوا إليه فأكرمهم، وأعطى جمال الدين أقوش الأفرم همدان، فتوجه إليها ولم يزل بها حتى مات (١)، وأقام قرا سنقر عند التتار إلى أن مات في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، كما [سنذكره] (٢) إن شاء الله تعالى.

وذكر في كتاب سيرة الناصر: أن قراسنقر طلب مماليكه وقال لهم: إني بقيت رجلًا كبيرًا، والله تعالى يعلم ما بقي من عمري، وقد عولت أن أسير إلى بيت الله الحرام وأزور قبر نبيه محمد سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، فإن شاء الله تعالى أجاور في بقية عمري عند ضريح النبي عليه السلام، فتجهزوا، ثم كتب كتابًا إلى السلطان يستأذنه إلى الحجاز الشريف [ويشاوره] (٣) على أن يكون النائب مكانه إلى حين يجئ، وأرسل الكتاب مع مملوكه مغلطاي الخطاي، فلما وصل إلى مصر، وتمثل بين يدي السلطان، باس الأرض وناوله الكتاب، فلما قرأه السلطان، قال لمغلطاي: لم ما أعلمني من قبل هذه الأيام حتى كنت أجهز جميع ما يحتاج إليه وأقمت بواجب حقه؟ لأن الأمير شمس الدين عندي في منزلة الملك المنصور، فباس مغلطاي الأرض ودعا له، فأمره السلطان بالإنصراف إلى حين يكتب جوابه.

وفي تلك الليلة طلب السلطان [نائبه] (٤) بيبرس الخطاي، وقال: غدًا أطلب لي الجمالين الجادة إلى الحجاز، وتخليهم أن يحملوا إلى مكة [شرفها] (٥) الله: ألف أردب


(١) توفى سنة ٧١٦ هـ/ ١٣١٦ م، السلوك ٢/ ١٦٧، وينظر المنهل الصافي ٣/ ٩ رقم ٥١١، كما ينظر عقد الجمان حوادث ٧١٦ هـ.
(٢) سيذكره: في الأصل.
(٣) ونشاوره: في الأصل.
(٤) نائب: في الأصل.
(٥) شرف: في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>