للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما البيسري فإنه سار ليلًا ونهارًا إلى أن وصل إلى عربان، [ومِنْ] (١) عربان وصل إلى ماردين، وكان سوتان مقدم الأطراف نازلًا على النشيرية من قرب ماردين، فلما دخل البيسري إلى ماردين طلع إلى حاجب ماردين، فلما رآه أكرمه وأجلسه، وسأله عن حاله، فأخرج كتاب قراسنقر وقرأه، وقال: السمع والطاعة، أمعك كتاب إلى خربندا؟ فقال: نعم، فأمر بأن يذهبوا معه إلى سوتان، فسأله سوتان، فحكى له البيسري الحكاية وصورة ما جرى، وكان خربندا على أوجان، فساروا به إليه، فلما حضر قَبَّل [الأرض] (٢)، وكان معه مملوك حاجب ماردين ومملوك سوتان، وناول ملوك حاجب ماردين كتاب أستاذه إلى خربندا، فإذا فيه يقول:

إن في يوم كذا من شهر كذا وصل إليَّ أمير من أمراء الشام يسمى البيسري وذكر بأن قراسنقر والأفرم وجماعة من الأمراء وصلوا إلى جانب عانة، وقد سَيَّروه ومعه كتاب فيه شرح حالهم.

وكذا قَدَّم مملوك سوتاي (٣) كتاب أستاذه فقرأه، ثم التفت إلى البيسري، وقال له: إش الحكاية؟ فأخرج الكتاب من وسطه وناوله لخربندا، فأمر خربندا لسعد الدين بقراءته، فإذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، المماليك: قراسنقر، وأقوش الأفرم، وأيبك الزردكاش، وبلبان الدمشقي، يقبلون الأرض، ويَنْهُون أن المماليك جنى عليهم أستاذهم من غير جريمة عمولها، وقد انشمروا من بينَ يديه إلى أطراف البلاد، فإن كان الملك الأعظم يتصدق على المماليك بأمان (٤) شريف، بأن يحضروا إلى تحت ظله الشريف ويعيشوا تحت ركابه أسوة مَنْ شملتهم صدقاته، وإن كان لا، فالبلاد واسعة وأرض الله عز وجل متسعة، فإذا حصل التصدق على المماليك بالأمان يرجع به حاجبنا، ويكون معه الأمير سيف


(١) وبن: في الأصل.
(٢) إضافة للتوضيح تتفق مع السياق.
(٣) هكذا في الأصل، في هذا الموضع.
(٤) مصححة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>