المقصود، فقالوا بماذا؟ قال: بقتل صاحب ماردين وولده، ففزع الأفرم، فقال: والله ما فَعلتَ خيرًا.
ولما أصبحوا قال قراسنقر: ما جئنا للإقامة وتطويلنا ضرر لنا، ولا راحة لنا إلا بالحضور قُدَّام خربندا، فقالوا: الرأي رأيك، فقال: ارحلوا، فقاموا ورحلوا، وسمع صاحب ماردين جلبتهم فركب إليهم، وهو مُخَبَّل من الخمر، فلما قرب منهم ساروا إليه وشكروا له، وقالوا: لازلت متفضلًا، لا أعدم الله إحسانك، فالله تعالى يجازيك بأفضل الجزاء، فقال: يا أمراء إش هذه العجلة في رواحكم؟ استريحوا عندي أيامًا حتى أجهز تقدمة لخربندا وأسير معكم، فقال قراسنقر: أنت تعلم عذرنا في سرعة المسير من وجوه شتى، ثم سار صاحب ماردين معهم مقدار نصف النهار، ثم ودعهم ورجع.
وسار الأمراء يومهم ذلك واليوم الثاني والثالث، فوصلوا إلى ميافارقين، خرج لهم نائبها بالإقامات والعلوفات، فأقاموا هناك يومين، ثم عزموا على الرحيل، وإذا قاصد من أمراء ماردين قد وصل على البريد، وهو رائح إلى خربندا ليُعْلمه بأن صاحب ماردين وولده قد ماتا في ليلة واحدة، فتعجبت الناس من ذلك، وقالوا: أول أمس كان يشرب معنا وما به شيء من المرض، والله هذا هو موت الفجاءة، ولم يعلم بالأمر غير قراسنقر والأفرم.
ثم ساروا، وأي منزل ينزلون به يجدون فيه علوفة وإقامات، وكل ما يحتاجون إليه، إلى أن بقى بينهم وبين تبريز ثلاثة أيام، فبلغ خبرهم لخربندا، وكان نازلًا على أوجان، فأمر لجوبان نائبه أن يأخذ معه عساكر المغل فيلاقيهم، فركب جوبان وسار حتى أتى تبريز، وأمر بزينة توريز (١) غاية الزينة، ونادى فيها أن لا يبقى كبير ولا صغير وإلا يخرج إلى ظاهر تبريز ومعهم شموعات ومشاعل وهم في حسنة وثياب فاخرة، وخرجت المغاني بأنواع الملاهي.
ولما أشرف قراسنقر على تبريز، قال للأمراء الذين معه: يا أمراء، ما أخوفني أن