للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجُدد على هيئة حَسَنة، ولما عاد من تَصيده جلس فيه جلوسًا عامًا للعدل ورفع المظالم والإحسان إلى العالم.

وقيل في ذلك:

شرَّفت إيوانًا جلستَ بصدرِه … فشرحتَ بالإحسان صُدُورًا

قد كان ينتقل الفراقد (١) رفعةً … إذ حاز منك الناصر المنصورَا

مَلِكُ الزمان ومن رعية ملكه … مِنْ عدله لا يُظْلَمون نقيرا

لا زال منصورَ اللواء مؤيدا … أبَدَ الزمان وضده مقهورًا

وقيل أيضًا:

يا مَلكًا أطلع من وجهه … إيوانه لما بدا بدرا

أنسيتنا بالعدل كِسْرى … ولن نرضى لنا جَبْرًا به كَسْرا

ومنها: أنه وصلت الأخبار بأن خربندا قتل: صاحب ديوانه، واسمه سعد الدين السادُجي، ويحيى بن جلال الدين، وشيخ الشيعة الذي كان خربندا يتتلمذ له واسمه شرف الدين التلاوي.

وسبب قتله إياهم: أما صاحب الديوان فلِمَا بلغه عنه من احتجاز الأموال لنفسه دون الملك، وأما يحيى بن جلال الدين، فلمنافسةٍ حصلت بينه وبين صاحب ماردين، وقد كان خربندا تزوج بابنة صاحب ماردين، فأوهمه يحيى [أنها] (٢) ليست بابنته وإنما هي جارية من جواريه، فاستوضح ذلك، فتبين له كذبه في سعايته فقتله، وأما شيخ الشيعة فلأنه كان قد أخذه باتباع مذهبهم، فلما انكشف له أن مذهب


(١) الفرقد: تطلق على فرقدان، نجمان في السماء، ينظر تاج العروس مادة: فرقد.
(٢) أنه: في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>