للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبسطوا تحت [حوافر فرسه] (١) شقق الحرير حتى نزل في دار السعادة.

وقُرِئ كتاب السلطان والتقليد على الناس، وطيب قلوبهم، ونادى في البلد بكشف المظالم وإظهار العدل، وفرحت به الدماشقة، وطلب والى المدينة، وكان جمال الدين والى الرحبي، وقال: أقسم بالله العظيم، أن أي من ظهر على [مماليكي] (٢) وحاشيتي أن أحدًا منهم شرب خمرًا ولم تُعْلمني بذلك وسَّطْتُك في سوق الخيل.

واتفق أنهم أحضروا بين يديه جنديًا يُقال له: عثمان بن صبرة، وقد كان [شاربًا] (٣)، وخرج فضربه أربعمائة دبوس، فقال له بعض الأمراء: لقد جاوزت الحد، قال: هذا حدي، فمن أراد يشرب فقد عرف الحد، ثم إنه طلب الحجاب والنُّقباء وقال لهم: قولوا للأمراء إن السلطان قد رسم أن من شرب خمرًا ضربه هذا الضرب الذي رأيتموه، فإن كان أميرا أعلم بحاله إلى السلطان، وهم يعرفون من هو، فليحفظوا أرواحهم.

وقال ابن كثير: فوض السلطان نيابة دمشق للأمير دنكز بن عبد الله الناصري، فتوجه إليها ودخلها يوم الخميس العشرين من ربيع الآخر، وذلك عوضًا عن الأمير جمال الدين أقوش نائب الكرك، وكان السلطان أرسل إليه وطلبه فركب البريدى من ساعته إلى مصر، وتكلم في نيابة الغيبة الأمير قرا لاجين، ولما وصل جمال الدين المذكور إلى مصر قُبض عليه (٤). وقال النويري: بلغ السلطان عن جماعة من الأمراء أنهم كانوا متفقين مع قراسنقر والأفرم، فاستدعى أقوش الأشرفي نائب دمشق وأكرمه، ولما قصد العود إلى دمشق بلغه عنه ما كرهه فقبض عليه وعلى جماعة من الأمراء، وهم: سنقر [الكمالي] (٥)


(١) حوافر سه: في الأصل والتصويب يتفق مع السياق.
(٢) الماليكي: في الأصل والتصويب يتفق مع السياق.
(٣) ضارب: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق التالى.
(٤) ينظر البداية والنهاية ١٨/ ١٢٢.
(٥) الكمال: في الأصل والتصويب من نهاية الأرب ٣٢/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>