للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير: وكان كثير من العوام وغيرهم يعتقدون صلاحه وولايته، وذلك لأنهم لا يعلمون أن الكشوف قد تصدر من المؤمن والكافر، ومن البر والفاجر كابن صياد (١)، فلا بدّ من اختبار صاحب الحال بالكتاب والسنة، فمن وافق حاله وطريقته الكتاب والسنة فهو رجل صالح سواء كاشف أم لا (٢)، ومن لم يوافق فليس برجل صالح سواء كاشف أم لا.

قال الشافعى رضى الله عنه: إذا رأيتم الرجل يمشى على الماء ويطير فى الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.

ولما مات دفن بتربة فى سفح جبل قاسيون، وهى مشهورة شرقى تربة أبى عمر المقدسى (٣)، وهو مزخرفة قد اعتنى بها من كان يعتقد فيه، وكانت وفاته فى سادس شعبان من هذه السنة (٤).

ابن الفخر بن البديع (٥).

قال أبو شامة: كان زنديقا يتعاطى علوم الفلاسفة، والنظر فى علم الأوائل، وسكن مدارس الفقهاء، وقد أفسد عقائد جماعة من المسلمين الشباب المشتغلين، وكان متجاهرا بانتفاص الأنبياء [٤٢٣] عليهم السلام، كان معروفا بابن الفخر


(١) «من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، كالرهبان وغيرهم، وكالدجال وابن صياد وغيرهم، فإن الجن تسترق السمع وتلقيه على أذن الإنسى، ولا سيما من يكون مجنونا أو غير نقى الشباب من النجاسة» - البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢١٦.
(٢) «أو لم يكاشف» فى البداية والنهاية.
(٣) «شرقى الرواحية» فى البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢١٧.
(٤) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢١٦ - ٢١٧.
(٥) وله أيضا ترجمة فى: الذيل على الروضتين ص ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>