للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بالصبيبة الملك السعيد بن الملك العزيز بن الملك العادل، سلّم الصبيبة إليهم وسار معهم وأعلن بالفسق والفجور وسفك الدماء.

وأما الملك الناصر يوسف فإنه لما اجتمع بكتبغا نوين، بعث به كتبغا إلى هلاون، وهو على حلب بعد، فلما عاين الناصر حلب وما حل بها وبأهلها بكى وأنشد:

سقى حلب الشهباء فى كل بقعة … سحائب غيث نوؤها مثل أدمعى

فتلك مرامى لا العقيق ولا اللوى … وتلك ربوعى لا زرود وأملع

ولما بعد عنها قليلا أنشد:

ناشدتك الله يا هطالة السحب … إلا حملت تحيّاتى إلى حلب

لا عذر للشوق أن يمشى على قدر …ماذا عسى يبلغ المشتاق فى الكتب

أحبابنا لو درى قلبى بأنكم … تدرون ما أنا فيه لذ لى تعبى

[٤٢٨] ثم بكى بكاء طويلا وأنشد:

يعز علينا أن نرى ربعكم يبلى … وكانت به آيات حسنكم تتلى

لقد مرّ لى فيها أفانين لذّة … فما كان أهنى العيش فيها وما أحلى

أأحبابنا والله ما قلت بعدكم … لحادثة الأيام وقفا (١) ولا مهلا

عبرت على الشّهباء وفى القلب حسرة … ومن حولها ترك يتابعهم مغلا

ولقد حكموا فى مهجتى حكم ظالم … ولا ظالم إلا سيبلى كما أبلى


(١) «رفقا» فى زبدة الفكرة - انظر ما يلى. ووردت «رفقا ولا سهلا» فى كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>