للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده بفرمان لهم اعتنى بهم، وبوصية فى حقهم، ودخلوا به البلد من باب توما وصلبانهم مرتفعة، وهم ينادون حولها بارتفاع دينهم واتضاع دين الإسلام، فركب المسلمون من ذلك هم عظيم، فلما هرب التتار من دمشق ليلة الأحد السابع والعشرين من رمضان أصبح الناس إلى دور النصارى ينهبونها ويخربون ما استطاعوا منها، وأخربوا كنيسة اليعاقبة، وكنيسة مريم حتى بقيت كوما والحيطان حولها تعمل النار فى أخشابها، وقتل منهم جماعة واختفى الباقون، وجرى عليهم أمر عظيم اشتفى به بعض الاشتفاء صدور المسلمين، ثم هموا بنهب اليهود، فنهب قليل منهم، ثم كفوا عنهم لأنهم لم يصدر عنهم ما صدر من النصارى (١).

وقال ابن كثير: وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا، كان مصانعا للتتار على أموال الناس، يقال له: الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجى، كان خبيث الطوية [مشرقيا (٢)] ممالئا لهم على أموال المسلمين، وقتلوا جماعة مثله من المنافقين الممالئين على المسلمين (٣).

وكان هلاون أرسل تقليدا بولاية القضاء بجميع مدائن الشام والموصل وماردين وميافارقين والأكراد وغير ذلك للقاضى كمال الدين عمر بن (٤) بندار التفليسى، وقد كان نائب الحكم بدمشق [٤٣٧] عن القاضى صدر الدين أحمد بن يحيى بن


(١) الذيل على الروضتين ص ٢٠٨.
(٢) [] إضافة من البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٢١.
(٣) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٢١.
(٤) توفى سنة ٦٧٢ هـ‍/ ١٢٧٣ م - المنهل الصافى.

<<  <  ج: ص:  >  >>