للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القصرين، وأخذوا ما فيها من السلاح، وأخذوا خيل الجند من بعض الإصطبلات، وكان الباعث لهم على ذلك شخص يعرف بالكورانى تظاهر بالزهد والمشيخة، وعمل له قبّة على الجبل الأحمر وأقام بها، وتردّد بعض الغلمان إليه وأقبلوا عليه، فأجرى معهم هذا الأمر ووعدهم بالإقطاعات، وكتب لبعضهم رقاعا ببلاد معيّنة، فثاروا هذه الثورة، فركبت جماعة من العسكر وأحاطوا بهم، وأخذوا أخذا وبيلا، فأصبحوا مصلّبين على بابى زويلة، وسكنت الفتنة (١).

قال القائل:

معشر أشبهوا القرود ولكن … خالفوها فى خفّة الأرواح

ومنها من الأمور العجيبة الغريبة: أن فى أول هذه السنة كانت الشام للملك الناصر يوسف بن الملك العزيز بن الملك الظاهر غازى بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، ثم فى النصف من صفر منها: صارت لهلاون اللعين ملك التتار، ثم فى آخر رمضان: صارت للملك المظفر قطز، ثم فى أواخر ذى القعدة:

انتقلت إلى مملكة السلطان الملك الظاهر بيبرس وقد شاركه فى دمشق الملك المجاهد علم الدين سنجر كما ذكرناه.

وكذلك كان القاضى فى أول السنة بالشام صدر الدين بن سنىّ الدولة، ثم تولى الكمال عمر التفليسى، ثم تولى محيى الدين بن الزكى، ثم تولى نجم الدين بن سنى الدولة.

وكذلك كان الخطيب بجامع دمشق فى أول السنة: عماد الدين بن الحرستانى، وكان من سنين متطاولة فعزل فى شوال من هذه السنة بالعماد الإسعردى، وكان


(١) انظر السلوك ج‍ ١ ص ٤٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>