للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان الملك الظاهر، فوصلوا إلى دمشق فى ثالث صفر من هذه السنة، فخرج إليهم سنجر الحلبى لقتالهم، وكان صاحب حماة، وصاحب حمص بدمشق، ولم يخرجا مع سنجر الحلبى، ولا أطاعاه لإضطراب أمره، ووقع القتال بينهم بظاهر دمشق فى ثالث عشر صفر (١)، فانهزم الحلبى، وولّى وأصحابه معه، ودخل إلى قلعة دمشق حتى أجنّه الليل، فهرب من قلعة دّمشق إلى جهة بعلبك، فتبعه العسكر، وقبضوا عليه، وحمل إلى الديار المصريّة، فاعتقله الظاهر بها، ثم أطلق.

واستقرّت دمشق فى ملك الظاهر بيبرس وأقيمت له الخطبة بها وبغيرها من الشام مثل حماة وحمص وحلب وغيرها، واستقرّ أيدكين البندقدار الصالحى فى دمشق لتدبير أمورها، ولما استقرّ الحال على ذلك رحل الملك المنصور صاحب حماة والأشرف صاحب حمص وعادا إلى بلادهما، واستقرّا بها (٢).

وقال بيبرس فى تاريخه: وقرر السلطان الظاهر أن يكون حديث القلعة بدمشق وأمر الأموال للأمير علاء الدين طيبرس الوزيرى الحاج، ثم رتبه فى نيابة السلطنة (٣).

وفى تاريخ ابن كثير: ثم بعد استقرار أيدكين البندقدارى فى دمشق ورد عليه مرسوم الملك الظاهر بالقبض على بهاء الدين بغدى الأشرفى، وعلى شمس الدين أقوش [٤٦٠] البرلى، وغيرهما من العزيزية والناصرية وبقى علاء الدين


(١) «والتجأ هو إلى القلعة فامتنع بها فى يوم السبت حادى عشر صفر» - السلوك ج‍ ١ ص ٤٤٤ - ٤٤٥.
(٢) انظر المختصر ج‍ ٤ ص ٢١٠.
(٣) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٤٢ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>