للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيدكين متوقفا فى ذلك (١)، فتوجه بغدى إلى أيدكين فحال دخوله عليه قبض على بغدى المذكور، فاجتمعت العزيزية والناصريّة إلى أقوش البرلى، وخرجوا من دمشق ليلا على حميّة ونزلوا بالمرج، وكان أقوش البرلى قد ولاه المظفر قطز غزة والسواحل كما ذكرنا، فلما جهز الملك الظاهر أستاذه أيدكين البندقدار إلى قتال سنجر الحلبى، أرسل إلى البرلى وأمره أن ينضمّ إليه، فسار أقوش البرلى مع أيدكين وأقام بدمشق.

فلما قبض على بغدى خرج البرلى إلى المرج، وأرسل أيدكين إليه يطيّب قلبه ويحلف له، فلم يلتفت إلى ذلك وسار إلى حمص، وطلب من صاحبها الأشرف أن يوافقه على العصيان فلم يجب إلى ذلك، ثم توجه إلى حماة، وأرسل يقول للملك المنصور صاحب حماة: إنه لم يبق من البيت الأيوبى غيرك، فقم لنصير معك ونملكك البلاد، فلم يلتفت الملك المنصور إلى ذلك، وردّه ردّا قبيحا، فاغتاظ البرلى ونزل على حماة، وأحرق زرع بيدر العشر، وسار إلى شيزر ثم إلى جهة حلب.

وكان أيدكين لما استقرّ بدمشق قد جهز عسكرا صحبة فخر الدين الحمصى للكشف عن البيرة، فإن التتار كانوا قد نازلوها، فلما قدم البرلى إلى حلب كان بها فخر الدين الحمصى المذكور، فقال له البرلى: نحن فى طاعة الملك الظاهر، فتمضى إلى السلطان وتسأله أن يتركنى ومن فى صحبتى مقيمين بهذا الطرف، ونكون تحت طاعته من غير أن يكلّفنى وطأ بساطه.

فسار الحمصى إلى جهة مصر ليؤدّى الرسالة.


(١) «متوقعا ذلك» فى المختصر ج‍ ٣ ص ٢١٠، وهو تحريف، وانظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>