للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما سار عن حلب تمكّن البرلى واحتاط على ما فى حلب من الحواصل، واستبدّ بالأمر، وجمع العرب والتركمان واستعدّ لقتال عسكر مصر.

ولما توجّه فخر الدين الحمصى، لذلك التقى فى الرّمل جمال الدين محمد الصالحى متوجّها بمن معه من عسكر مصر لقتال البرلى وإمساكه، فأرسل الحمصىّ، وعرّف الملك الظاهر بما يطلبه البرلى، [٤٦١] فأرسل الظاهر ينكر على فخر الدين الحمصىّ المذكور، ويأمره بالانضمام إلى المحمدى، والمسير إلى قتال البرلى، فعاد من وقته، ثم رضى الظاهر على علم الدين سنجر الحلبىّ وجهّزه وراء المحمدى فى جمع من العسكر، ثم أردفه بعز الدين الدمياطى فى جمع آخر، وسار الجميع إلى جهة البرلى، وساروا إلى حلب وطردوه عنها.

وانقضت السنة والأمر على ذلك (١).

ومنها: نصب السلطان الملك الظاهر الخليفة للمسلمين، وأصل ذلك، أن فى رجب من هذه السنة قدم إلى مصر جماعة من العرب ومعهم شخص أسمر (٢) اللون اسمه أحمد، زعموا أنه ابن الإمام الظاهر بالله بن الناصر لدين الله، وأنه خرج من دار الخلافة ببغداد لما ملكها التتار، فعقد السلطان الملك الظاهر بيبرس مجلسا حضر فيه جماعة من الأكابر منهم الشيخ عز الدين بن عبد السّلام والقاضى تاج الدين عبد الوهاب بن خلف المعروف بابن بنت الأعز، فشهد أولئك العرب أن هذا الشخص المذكور هو ابن الظاهر محمد بن الإمام الناصر لدين الله،


(١) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ٢١٠ - ٢١١.
(٢) «أسود» فى المختصر ج‍ ٣ ص ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>