للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكون عم المستعصم بالله الذى قتله هلاون، وأقام القاضى جماعة من الشهود واجتمعوا بأولئك العرب وسمعوا شهادتهم، فشهدوا بالنسب بحكم الإستفاضة، فأثبت القاضى تاج الدين نسب أحمد المذكور ولقبوه المستنصر بالله أبا القاسم أحمد بن الظاهر بالله محمد، وبايعه الملك الظاهر والناس بالخلافة.

ثم اهتمّ الظاهر بأمره، وعمل له الدهليز، والجمدارية، والسلاح داريّة، وآلات الخلافة، واستخدم له عسكرا، وغرم على تجهيزه جملة طائلة، قيل كانت جملتها ألف ألف دينار، وكانت العامّة تلقب هذا الخليفة بالزراتيتى (١).

وفى تاريخ بيبرس: وفى التاسع من رجب وصل الإمام أبو العباس أحمد بن الإمام الظاهر بالله بن الإمام الناصر لدين الله (٢) من العراق إلى الديار المصريّة، وركب السلطان الظاهر (٣) للقائه فى موكب مشهود، [ومحفل محفود (٤)]، وأنزله فى القلعة، وبالغ فى إكرامه، وقصد إثبات نسبته، وتقرير بيعته، لأن الخلافة كانت قد شغرت منذ قتل الإمام المستعصم بالله، [فسر السلطان باتصال أسبابها، وتجديد أثوابها، وإقامة منارها، وإظهار شعارها، لتكون ثابتة الأساس، متصلة فى بنى العباس، كما سبقت الوعود النبوية بأنها خالدة، تالدة فى هذه الذرية (٥)]، فأحضر الأمراء الكبار (٦) [٤٦٢] ومقدمى العساكر، والوزير، وقاضى القضاة،


(١) «بالزرابينى» فى المختصر - انظر ج‍ ٣ ص ٢١٢ - ٢١٣.
(٢) «المستنصر بالله» فى الأصل والتصحيح من زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٤٣ أ.
(٣) «الظاهر» ساقط من زبدة الفكرة.
(٤) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٥) [] إضافة من زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٤٣ أ.
(٦) «الأكابر» فى زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٤٣ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>