للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير: ولما كان يوم الإثنين الرابع من شعبان، ركب الخليفة والسلطان والوزير والقضاة والأمراء وأهل الحلّ والعقد إلى خيمة عظيمة قد ضربت بظاهر القاهرة، فألبس الخليفة السلطان بيده خلعة سوداء، وطوقا فى عنقه، وقيدا فى رجليه، وهما من ذهب (١)، وصعد فخر الدين إبراهيم بن لقمان رئيس الكتاب منبرا، فقرأ عليه تقليد السلطان، وهو من إنشائه وبخط نفسه، ثم ركب السلطان بهذه الأبّهة، والقيد في رجليه والطوق فى عنقه، والوزير بين يديه على رأسه التقليد، والأمراء والدولة فى خدمته مشاه سوى الوزير، [٤٦٤] فشق القاهرة، وقد زينت له، وكان يوما مشهودا (٢).

ونسخة التقليد المكتتب عن الخليفة للسلطان:

الحمد لله الذى اصطفى [الإسلام (٣) ب‍] ملابس الشرف، وأظهر [بهجة (٤)] درره، وكانت خافية بما استحكم عليها من الصدف، وشيّد ما وهى من علائه، حتى أنسى ذكر ما سلف، وقيّض لنصره ملوكا اتفق على طاعتهم من اختلف.

أحمده على نعمه التى رتعت (٥) الأعين منها فى الروض الأنف، وألطافه التى وفّقت للشكر (٦) عليها، فليس له عنها منصرف، وأشهد أن لا إلّه إلا الله، وحده لا شريك


(١) عن هذه الخلع الخليفتية انظر السلوك ج‍ ١ ص ٤٥٢.
(٢) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٣٢.
(٣) [] إضافة من السلوك ج‍ ١ ص ٤٥٣، «أضفى على الإسلام» فى ذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ٤٤٣.
(٤) [] إضافة من السلوك، وذيل مرآة الزمان.
(٥) «فسرح» فى ذيل مرآة الزمان.
(٦) «وقف الشكر» فى السلوك ج‍ ١ ص ٤٥٣، وذيل مرآة الزمان، الروض الزاهر ص ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>