للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشهود والمؤذنون، وخرجت اليهود والنصارى بإنجيلهم، ودخل من باب النصر فى أبّهة عظيمة، وكان يوما مشهودا.

وهذا الخليفة هو الثامن والثلاثون من خلفاء بنى العباس، وبينه وبين العباس أربعة وعشرون أبا.

وكان أول من بايعه يوم عقد المجلس القاضى تاج الدين عند ما ثبت نسبه عنده، ثم السلطان الملك الظاهر، ثم الشيخ عز الدين بن عبد السّلام، ثم الأمراء وأكابر الدولة.

وكان منصب الخلافة شاغرا ثلاث سنين ونصفا، لأن المستعصم بالله قتل فى أوائل سنة ست وخمسين وستمائة، وبويع هذا فى يوم الإثنين الثالث عشر من رجب من هذه السنة، أعنى سنة تسع وخمسين وستمائة.

وكان أسمرا، وسيما، شديد القوى، عالى الهمّة، ذا شجاعة وإقدام، وقد لقب هذا بالمستنصر، كما كان أخوه بانى المدرسة ببغداد لقب بهذا، وهذا أمر لم يسبق إليه أن خليفتين أخوين يلقب كل واحد منهما بلقب الآخر، وقد أنزل هذا الخليفة بقلعة الجبل فى برج هو وحشمه وخدمه.

ولما كان يوم الجمعة سابع عشر رجب، ركب فى أبّهة السواد، وجاء إلى الجامع بالقلعة، فصعد المنبر، وخطب الناس، ذكر فيها شرف بنى العباس، ثم استفتح فقرأ عشرا من سورة الأنعام، ثم صلى على النبى صلى الله عليه وسلم، وترضى عن الصحابة، رضى الله عنهم، ودعا للسلطان، ثم نزل عن المنبر فصلى بالناس، فاستحسن ذلك منه، وكان وقتا حسنا، ويوما مشهودا (١).


(١) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٣١ - ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>