للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما وصل إلى دمشق نزل بقلعتها، وأنزل الخليفة فى تربة الملك الناصر بجبل الصالحية، ولما اجتمع على تجهيز الخليفة، والملوك المذكورين، جرد معهم الأمير سيف الدين بلبان الرشيدى، والأمير شمس الدين الرومى، وهما من أكابر الأمراء، وجرد معهما طائفة من العسكر، وأوصاهما أن يزالا مع الخليفة إلى أن يوصلاه إلى الفرات بالبر الغربى، وبجهة البلاد الحلبية، لانتظار ما يتجدد من جهة الخليفة حتى إذا احتاج إليهما وأرسل من يستدعيهما يبادران إليه بمن معهما من العسكر، ولا يدعان أحدا يتوقف عنه، ولا يتأخر، ثم ودعه ميلا، والخليفة مطاعا أمره، مسرورا قلبه.

فكان جملة ما غرم السلطان على تجهيزه من الأموال ألف ألف دينار عينا مصرية وستين ألف دينار، [٤٦٩] فلله دره من ملك، ما أعظم همته، وما أكرم سجيته، وما أشدّ اجتهاده فى الله، رضى الله عنه.

وقال ابن كثير: وكان سبب خروج السلطان إلى الشام أن البرلى (١) كما تقدم كان قد استحوذ على حلب، فأرسل [إليه (٢)] الأمير علم الدين سنجر الحلبى الذى كان قد تغلب على دمشق، فطرده عن حلب وتسلمها منه، وأقام بها نائبا عن السلطان، ثم لم يزل البرلى (٣) حتى إستعادها منه واستولى عليها كما كان، فاستناب السلطان على الديار المصرية عز الدين أيدمر الحلى (٤)، وجعل تدبير المملكة بها إلى


(١) «أن التركى» فى البداية والنهاية، وهو تحريف.
(٢) [] إضافة من البداية والنهاية.
(٣) «التركى» فى البداية والنهاية.
(٤) «الحلبى» فى البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>