للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأنشدنى العماد داود الحموى لنفسه فى ذلك [القاضى المعزول (١)]:

نجم أتاه ضياء الشمس فاحترقا … وراح فى لجج الأدبار قد غرقا

ناحت عليه الليالى وهى شامتة … وعرفته صروف الدهر ما اختلقا

وحدّثته الأمانى وهى كاذبة … بأنه لا يرى بعد النعيم شقا

وجاد بالمال كى تبقى رئاسته … وفتق الشرع والتقوى وما رتقا

فجاءه سهم غرب جل مرسله … فمات معنى وما أخطاه من رشقا

وألقيت فى قلوب الناس بغضته … لكنهم قد غدوا فى ذمه فرقا

ففرقة بقبيح الظلم تذكره … وفرقة حلفت بالله قد فسقا (٢)

[وزدت أنا (٣)]:

وفرقة وصفته بالخلاعة مع … خبث وكبر وكلّ منهم صدقا

قال: وفى الغد يوم الجمعة: قرئ بالشباك الكمالى بجامع دمشق، وأنا حاضر فيه، تقليد القضاء للقاضى شمس الدين بن خلكان الإربلى، ويتضمن أنه فوض إليه الحكم فى جميع بلاد الشام من العريش إلى سلمية، يستنيب فيها من يراه،


(١) [] إضافة من الذيل على الروضتين ص ٢١٥.
(٢) انظر الذيل على الروضتين ص ٢١٥، حيث توجد أبيات أخرى هى:
وفرقة سلبته ثوب عصمته … بأنه من رباط الدين قد مرقا
وراح قسرا إلى مصر على عجل … موافقا للذى من قبله سبقا
مفارقا لنعيم كان منغمسا … فيه ولذة يوم بدلت أرقا
(٣) [] إضافة من الذيل على الروضتين للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>