مقيما بها إلى أن اتفقت الكسرة، ودخل السلطان المظفر دمشق، فأمسكه واعتقله، فلما دخل الظاهر دمشق أفرج عنه وأحسن إليه، وجهزه إلى والده، وجهز إليه شعار السلطنة، فركب بها فى الكرك.
ومنها: أنه اتفقت واقعة بين الفرنج والتركمان ببلاد الجولان، وكان التركمان قد آووا إلى بلد الساحل جافلين من التتار، وانتقلوا إلى بلد الجولان فأقاموا بها، وكانت صفد بيد الفرنج فقصدوا الإغارة على التركمان، وتبييتهم على غرّة منهم، فشعروا [٤٧٣] بما أراده الفرنج، فتأهبوا لهم وتيقظوا، فلما جاءوا إليهم اتفقوا معهم، فكسروا الفرنج كسرة شديدة، وأسروا من كنودهم جماعة، فبذلوا لهم ما لا يشترون به نفوسهم، ويفدون به رؤوسهم، فقبلوه منهم، وخلوا عنهم، ولم يطلعوا على ذلك أحدا من النواب السلطانية ظنا منهم أن الأمر يخفى ولا يظهر، فأطلع السلطان على ذلك، وعلم التركمان بذلك، فخافوا غائلة إيقاعه، فرحلوا من البلاد، وتوجهوا إلى الروم.
ومنها: أن الأمير بيبرس قال فى تاريخه: وفى هذه السنة اتفق وصولى إلى الديار المصرية صحبة الطواشى مجاهد الدين قايماز الموصلى خادم الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، فاشترانى منه الأمير سيف الدين قلاون الألفى، واشترى منه مملوكا آخر خوشداشالى يسمى أيبك الموصلى، وكان السلطان قلاون ساكنا بحارة البندقانيين بالقاهرة المحروسة (١)، فرتبنى فى المكتب، فلطف الله بى، وعلمنى كتابه العزيز، وشرفنى بدراسة القرآن الكريم، لطفا من رب العالمين.
(١) فى الطريق من قصبة القاهرة المعزية إلى سويقة الصاحب والحارة الوزيرية وبباب سعادة - المواعظ والاعتبار ج ١ ص ٣٧٤.