للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحسن إليه العصيان على هلاون، والخلاف على أخيه ركن الدين، والاستيلاء على بلاده، فأطاعه ووافقه.

وكان ذلك داعية الفساد الأكبر، والصدع الذى لم يجبر، ثم سار إلى توقات وهى إقطاع معين الدين سليمان البرواناه، وبها أولاده وحريمه، فحصرها وضايقها، واستولى على البلاد التى فى قسمة السلطان ركن الدين، فتوجه ركن الدين والبرواناه إلى هلاون، وشكيا إليه ما فعله السلطان عز الدين ونائبه يوتاش من الخلاف والعصيان، ونقض ما قرره القان، فجهز هلاون معهما تمان (١) من عسكره، صحبة مقدّم يسمى بيان نوين، وسارا راجعين، وتقدّما العسكر المذكور، وقررا مع بيان نوين أن يكون عندهما فى فصل الربيع.

ثم أن السلطان ركن الدين فرق ضياع أرزنجان (٢) على أمرائه إقطاعا، ووعدهم بأنه متى استولى على مملكة أخيه أعطاهم تلك الضياع أملاكا، وأقام السلطان ركن الدين على أرزنجان إلى أن انقضى فصل الشتاء، وكان نائبه الأمير خطير الدين زكريا، وأتابك جيشه رسلان دغمش، إنحاز إليه مذ نفر عن أخيه السلطان عز الدين لما جهزه لحرب بيجو، وهجم على حريمه وهو فى حال السكر، وقد ذكرنا ذلك مقدما (٣)، فاستمرّ فى الخدمة الركنية، وكان البرواناه بين يديه متصرفا فى المهمات، وشرف الدين مسعود وضياء الدين محمود كتابا بين يديه.

فلما أقبل زمن الربيع جاء بيان نوين بجيش التتار إلى أرزنجان، فجهز معهم السلطان ركن الدين عساكره، وسفرهم إلى الروم صحبة معين الدين البرواناه،


(١) التومان: الفرقة من الجيش التى يبلغ عددها عشرة آلاف مقاتل، وقائد التومان من أصحاب أكبر الرتب العسكرية فى الجيش المغولى - نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ١١٠ هامش (١).
(٢) أرزنجان - أرزنكان: من بلاد أرمينة بين بلاد الروم وخلاط - معجم البلدان.
(٣) انظر ما سبق ص ١٥٤ وفيها ورد اسم الأتابك «أرسلان دغمش».

<<  <  ج: ص:  >  >>