للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسار شمس الدين يوتاش عن التوقات ومعه عساكر السلطان عز الدين لحربهم، فالتقى الجمعان على موضع يسمى يلدوز طاغى، ومعناه جبل النجم، فكانت الكسرة على جيش ركن الدين والتتار، فانهزموا.

وعادوا إلى أرزنكان، فأقاموا بها، وأرسلوا إلى هلاون يستنجدون منه مددا، فجرّد إليهم مقدّما يسمى على شاق نوين، ومعه [٤٧٥] تمان، فلما وصل، سار السلطان ركن الدين بنفسه، فوصلوا إلى قزان يوكى، فشتّوا هناك.

فلما انصرف الشتاء، وصلت رسل هلاون إلى السلطان عز الدين تستدعيه، فأبى المضى، وعكف على اللهو واللعب، وجمع عسكره حوله بقونية، ولم يهتم لحفظ الأطراف وثغور مملكته، فسار أخوه ركن الدين إليها، واستولى عليها حتى انتهى إلى أقصراى ودخل صحراء قونية.

فهرب السلطان عز الدين منهزما إلى الأشكرى بالقسطنطينية، وصحبته أخواله كرخيا وكركديد وهما على دين النصرانية، وثلاثة نفر من أمرائه، وأخلى لأخيه البلاد فملكها واستولى (١) عليها، سوى الثغور والجبال والسواحل التى بأيدى التركمان، فإنهم امتنعوا عن طاعة السلطان ركن الدين.

وكان كبارهم محمد باك وإلياس باك أخوه وعلى باك (٢) صهره وسونج قرابته، فأرسلوا إلى هلاون يبذلون له الطاعة وحمل الإتاوة، ويطلبون منه سنجقا، وفرمانا بتقليدهم، وشحنة يقيم عندهم، فأجابهم إلى ذلك، وأرسل إليهم شحنة


(١) «واستولى» مكررة فى الأصل. وانظر هذه الأحداث فى نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ١٠٩ - ١١٠.
(٢) «عليباك» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>