للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن السلطان رسم للعساكر التى بالشام بالغارة على بلد أنطاكية، [٤٨١] فتوجه الأمير شمس الدين سنقر الرومى بمن كان قد جرد معه لتشييع الخليفة الذى قتل، وتوجه صاحب حماة وحمص فأغاروا عليها، وأخذوا ميناءها، ونهبوا وغنموا، وعادوا سالمين غانمين إلى مصر (١)، ومعم أزيد من ثلاثمائة أسير، فقابلهم السلطان بالإحسان والإنعام.

ومنها: أن السلطان أرسل رسولا إلى الأشكرى صاحب قسطنطينية، ووجه صحبته بطرك الملكية بمصر، فإن الأشكرى كان قد سير رسله يلتمس إنفاذه إليه (٢)، وكان الذى أرسله السلطان الأمير أقوش المسعودى، ولما بلغ الرسالة عاد وعاد معه البطرك، وقد حصل له من الأشكرى مال وقماش ومصوغ، فعرضه على السلطان فرده عليه.

وأخبر الرسول المذكور بأن الأشكرى أبقى الجامع الذى بالقسطنطينية، فأمر السلطان أن يجهز له الحصر والستور والقناديل والمباخر والسجادات والطيب، وكان هذا المسجد قد بنى فى سنة ست وتسعين عند ما وقع العداء مع الروم فى خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وأن بانيه مسلمة بن عبد الملك.

ومنها: أن السلطان عزل عن القضاء بمصر والقاهرة القاضى بدر الدين السنجارى، وأعيد القاضى تاج الدين بن بنت الأعز.


(١) «فى يوم الخميس تاسع وعشرين شهر رمضان سنة ستين» - الروض الزاهر ص ١٣٣.
(٢) «وكان قد سير الأشكرى إلى السلطان يلتمس منه بطركا للنصارى الملكيين، فعين الرشيد الكحال لذلك» - الروض الزاهر ص ١٢٩، وانظر أيضا السلوك ج‍ ١ ص ٤٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>