للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب القبض عليه أنه بلغ الملك الظاهر عنه أمور كرهها، فأرسل إليه عسكرا مع عز الدين الدمياطى وعلاء الدين الركنى وغيرهما من الأمراء، فلما وصلوا إلى دمشق، خرج طيبرس للقائهم، فقبضوا عليه، وقيدوه، وأرسلوه إلى مصر، فحبسه الملك الظاهر، واستمرّ فى الحبس سنة وشهرا، وكانت مدّة ولايته بدمشق سنة وشهرا أيضا.

وكان ردئ السيرة فى أهل دمشق، حتى نزح منها جماعة كثيرة من ظلمه، وقبض الله عليه من جازاه بمثله، ثم أطلقه فيما بعد، وأحسن إليه، وأعطاه إمرة وقربة وأدناه، ولما أرسل إلى القلعة مقيدا أقام بدمشق الأمير علاء الدين أيدغدى الحاج الركنى إلى أن عين السلطان لها الأمير جمال الدين أقوش (١) النجيبى (٢)، وأرسله إليها فى هذه السنة، فولى بها نيابة السلطنة مدّة.

وكان جمال الدين هذا من أكابر الأمراء.

واستوزر بدمشق (٣) عز الدين بن وداعة.

ومنها: أن السلطان جرد الأمير عز الدين أمير جاندار إلى الصعيد ليردع العربان، فإنهم كانوا قد طمعوا بتغير الممالك ونافقوا وقتلوا عز الدين الحواش (٤) والى قوص، فحسم مادتهم وبدد شملهم.


(١) توفى سنة ٦٧٧ هـ‍/ ١٢٧٨ م - المنهل الصافى ج‍ ٣ ص ٢٤ رقم ٥١٦.
(٢) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ٢١٤ - ٢١٥.
(٣) «وفوض السلطان وزارة دمشق لعز الدين بن وداعة» فى السلوك ج‍ ١ ص ٤٦٨، وانظر أيضا الروض الزاهر ص ١٤١. وهو عبد العزيز بن منصور بن محمد، الصاحب عز الدين المعروف بابن وداعة، والمتوفى سنة ٦٦٦ هـ‍/ ١٢٦٧ م - المنهل الصافى.
(٤) «الهواش» فى السلوك ج‍ ١ ص ٤٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>