للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقرأته كذلك، وهذا يقتضى أن لهذا الحمار قريبا من ثمانمائة سنة، فإن بهرام جور كان قبل المبعث بمدة متطاولة، وحمر الوحش تعيش دهرا طويلا.

وقال ابن كثير: يحتمل أن يكون هذا بهرام شاه الملك الأمجد؛ إذ يبعد بقاء [٤٨٣] مثل هذا بلا اصطياد هذه المدة الطويلة ويكون الكاتب قد أخطأ فأراد كتابة بهرام شاه، فكتب بهرام جور وحصل اللبس من هذا (١).

قلت: كلام ابن كثير بعيد، فإش يحتاج إلى هذه التأويلات البعيدة، ولا ضرورة إليها، فإن عيش الحمر الوحشية هذه المدة غير بعيد، وعدم وقوعها فى الصيد غير بعيد، وأيضا فإن المواسم التى يسمون بها آذان الحيوان بأسماء الملوك مقررة عندهم مكتوبة صحيحة حتى لا يقع الاشتباه، فكيف يلتبس بهرام شاه ببهرام جور؟

ومنها: أن القاضى شمس الدين بن خلكان نزل عن تدريس الركنية للشيخ شهاب الدين أبى شامة، وحضر عنده حتى درس وأخذ فى أول مختصر المزنى (٢).

ومنها: أن فى عشية يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة شنق قاضى المقس وهو الكمال خضر (٣) الكردى أحد أقارب قاضى سنجار بالقاهرة المحروسة، وذلك بأنه تعرض لإقامة دولة باجتماعه مع جماعة من الأكراد الشهرزورية فقبض عليه، وعلق وفى رقبته تواقيع كان كتبها، وبنود من شعار


(١) البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٣٣.
(٢) انظر الذيل على الروضتين ص ٢١٦.
(٣) هو خضر بن أبى بكر بن أحمد، القاضى كمال الدين الكردى قاضى المقس، شنق سنة ٦٦٠ هـ‍/ ١٢٦١ م - المنهل الصافى، الذيل على الروضتين ص ٢١٧، ذيل مرآة الزمان ج‍ ٢ ص ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>