للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة التى كان رام إقامتها، وكان قبل ذلك قد صنع خاتما وجعل تحت فصه ورقة، وذكر أنه وجده، وفيها أسماء جماعة من أولى الثروة بمال عندهم مودع، ورام استئصال أموالهم والتقريب بها إلى ولاة الأمر، فاطلع على محاله فأهين وصفع، فقيل فيه:

ما وفق الكمال فى أفعاله … كلا ولا سدد (١) فى أقواله

يقول من أبصره يصك تأ … ديبا على ما كان من مجاله (٢)

قد كان مكتوبا على جبينه … فقلت لا بل كان فى قذاله

وقال أبو شامة: وسألت الحاكم شمس الدين أحمد بن محمد عن هذه القضية، فأخبرنى أن هذا الكمال خضر كان قد علق به حب التقدم عند الملوك بسبب أنه كان قد تقدم عند الملك المعز عز الدين أيبك التركمانى، ثم أبعد واتفق أنه لما صنع الخاتم المذكور وحبس كان فى الحبس شخص آخر يدعى أنه من ولد العباس وكانت الشهرزورية أرادت مبايعته بالخلافة وهيأوا أمره بغزة، فلما تبدد شملهم [٤٨٤] أخذ هذا وحبس، فاتفق خضر معه فى الحبس على أنه يسعى له فى ذلك الأمر ويكون هو وزيره، فاتفق موت العباسى، فلما خرج خضر سعى فى إتمام الأمر لابنه، فتم ماتم.

قال: وكان فى زمن الإمام الناصر أحمد قد ورد إلى إربل شخص يسمى الأمير (٣) الغريب، كان يدعى أنه ولد الناصر، ثم توفى سنة أربع عشرة وستمائة،


(١) «ولا صدق» فى الذيل على الروضتين.
(٢) «
يقول من أبصره يصر … نادما على ما كان من محاله
» - الذيل على الروضتين ص ٢١٧.
(٣) «الأمر» فى الأصل، والتصحيح من الذيل على الروضتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>