للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عالم فاضل ديّن، وأقام بحلب مدة، ثم اجتاز بدمشق قاصدا الديار المصرية، وقد ولى دار الحديث الكاملية بعد زكى الدين عبد العظيم المنذرى، وقد كان له سماع جيد ببغداد وغيرها من البلاد، وقد جاوز السبعين، مات فى هذه السنة بالقاهرة.

القبارى الشيخ الصالح محمد (١) بن منصور بن يحيى القبارى الأسكندرانى.

كان يكون مقيما بغيط يقتات من ثماره وزرعه، ويتورع فى تحصيل نذره.

قال أبو شامة: بلغنى أنه كان إذا رأى ثمرة ساقطة فيه تحت [٥١٢] أشجاره ولا يشاهد سقوطها من شجره يتورع من أكلها، خوفا أن يكون من شجر غيره قد حملها طائر فسقطت منه فى غيطه (٢).

وكانت وفاته فى السادس من شعبان منها بالإسكندرية، وله خمس وستون سنة، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويردع الولاة من الظلم، فيسمعون منه ويطيعونه، وإذا جاء الناس إلى زيارته يكلمهم من طاقة المنزل وهم راضون منه بذلك.

ولما توجه الملك الظاهر إلى الإسكندرية فى العام الماضى، قصد زيارته، فركب إلى بستانه، فلم يفتح له الباب، ولما توفى دفن فى بستانه بوصية منه.

وقال ابن كثير: وغريب ما حكى عنه أنه باع دابة له من رجل (٣)، فلما كان


(١) وله أيضا ترجمة فى: زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٦٨ ب، درة الأسلاك ص ٣٤، العبر ج‍ ٥ ص ٢٧١، ذيل مرآة الزمان ج‍ ٢ ص ٣١٥ - ٣١٦، الذيل على الروضتين ص ٢٤١، البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٤٣ - ٢٤٤، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٣١٢.
(٢) انظر الذيل على الروضتين ص ٣١٢.
(٣) هكذا بالأصل، وفى البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>