للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأنصار، ولم يجعل لنفسه إلا ما تسطّره الملائكة فى الصحائف لصفاحه من الأجور، وتطوى عليه طويات السير التى غدت بما (١) فتحه الله من الثغور بإسمه، باسمه الثغور:

فتى جعل البلاد من العطايا (٢) … فأعطى المدن واحتقر الضياعا

سمعنا بالكرام وقد أرانا … عيانا ضعف ما فعلوا (٣) سماعا

إذا فعل الكرام على قياس … جميلا كان ما فعل ابتداعا

ولما كان بهذه المثابة، [وقد (٤)] فتح الفتوحات التى أجزل الله بها أجره، و [ضاعف (٥)] ثوابه، وله أولياء كالنجوم ضياء، وكالأقدار مضاء، وكالعقود تناسقا، وكالويل تلاحقا إلى الطاعة وتسابقا، رأى أن لا ينفرد عنهم بنعمة ولا يتخصص، ولا يستأثر بمنحة غدت بسيوفهم تستنقد وبعزائمهم تستخلص، وأن يؤثرهم على نفسه، وبقسم عليهم الأشعة من أنوار شمسه، ويبقى للولد منهم وولد الولد، ما يدوم إلى آخر الدهر ويبقى على الأبد، ويعيش الأبناء فى نعمته كما عاش الآباء، وخير الإحسان ما شمل وأحسنه ما خلد، فخرج الأمر العالى، لا زال يشمل الأعقاب والذرارى، وينير إنارة الأنجم الدرارى، أن يملك أمراءه وخواصه الذين يذكرون، وفى هذا المكتوب يسطرون، ما يعين من البلاد


(١) «بها» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة، والسلوك.
(٢) «العطا» فى السلوك.
(٣) «ما هملوا» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة، والسلوك.
(٤) [] إضافة من السلوك.
(٥) [] إضافة من السلوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>