للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفد وحفر خندقا حول قلعتها، وعمل فيه بنفسه وأمرائه وجيشه، وأمر بعمارة سور صفد وقلعتها وأن يكتب عليها: {وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ} (١): {أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٢).

وقال أبو شامة: وفي شهر رجب حفر السلطان الظاهر بيبرس خندقا لقلعة صفد، وعمل فيه بنفسه وعسكره، وفي بعض تلك الأيام بلغه أن جماعة من الفرنج بعكا تخرج منها غدوة وتبقى ظاهرها إلى ضحوة، فسرى ليلة بعض عسكره فكمن لهم في تلك الأودية، فلما أبعدوا عن عكا فخرج عليهم من ورائهم فقتل وأسر، وضربت البشائر بدمشق بذلك (٣).

وقال بيبرس: وفيها وصل إلى السلطان رسل الإفرنج وأجابوا إلى المناصفة في صيدا، وهدم الشقيف (٤)، وكان قد بلغه أنهم أغاروا على مشعرا، فأنكر عليهم وأقيموا بين يديه قياما مزعجا، ثم ركب وشنّ الغارة على عكا، وعمل اليزك (٥) على


(١) سورة الأنبياء رقم ٢١ آية رقم ١٠٥.
(٢) سورة المجادلة رقم ٥٨ جزء من الآية رقم ٢٢.
(٣) لم يرد هذا الخبر في الذيل على الروضتين المطبوع.
(٤) الشقيف - شقيف أرنون: بفتح أوله وكسر ثانيه، قلعة حصينة جدا في كهف من الجبل قرب بانياس - معجم البلدان.
(٥) اليزك: طلائع الجيش - صبح الأعشى ج‍ ١٠ ص ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>