للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما نذكره إن شاء الله تعالى، فسار ابنه مسعود بن عز الدين إلى بلاد الروم، وصار سلطان الروم على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

وقال بيبرس فى تاريخه: جهّز منكوتمر جيشا إلى إصطنبول، وقصد أخذها من الأشكرى [٥٦٠] لموجدة صارت بينهما، فوصل العسكر المذكور إلى إصطنبول فى زمن الشتاء، وعساكر باليلوغوس متفرقة فى البلاد، وكان رسول السلطان الظاهر إذ ذاك الوقت عند الأشكرى، وهو الفارس المسعودى، فخرج إلى جيوش التتار وتحدّث مع مقدّمهم وقال: أنا رسول الملك الظاهر صاحب مصر، متوجّه إلى الملك منكوتمر، وأنتم تعلمون أن لصاحب (١) إصطنبول صلح مع السلطان، وأن مصر إصطنبول، وإصطنبول مصر، وبين أستاذى وأستاذكم الملك منكوتمر صلح، فارجعوا من ههنا، فاغتروا بقوله، ورجعوا عن إصطنبول وعبروا ببلادها، فنهبوا ما شاءوا، ومرّوا بالقلعة التى كان السلطان عز الدين كيكاوس صاحب الروم مسجونا بها، فأخذوه وحملوه إلى منكوتمر، كما ذكرناه الآن، وأما المسعودى فإن الأشكرى أنعم عليه بمال وقماش وتوجه إلى منكوتمر (٢) فهمّ بضربه لكونه صد جيشه عن إصطنبول وردّهم دون بلوغ المأمول، فشفع فيه فعفا عنه، ولما عاد إلى الملك الظاهر خاف على نفسه من هذه الجريرة، واتفق وصول بعض التجار، فأخبر السلطان بهذه الأخبار، فقبض عليه وضربه واعتقله.


(١) «صاحب» فى الأصل، والتصحيح يتفق مع السياق.
(٢) «بركة» فى الأصل، ومصححة فى هامش المخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>